حسب اتّفاقية حقوق الطّفل، فالطّفل هو كلّ من لا يتجاوز عمره ثمانية عشر عاماً، ولم يبلُغ سنّ الرُّشد، وقد أكّد الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان على الحقّ الكامل للرجل والمرأة بالزّواج وتأسيس أسرة، متى ما بلغا السنّ القانونّية. تعريف الزّواج المبكر من وجهة نظر القانون في الدّول التي تُصادق على اتّفاقيات حقوق المرأة والطفل، هو زواج الأطفال تحت سنّ 18 سنةً، فإنّ الفقرة الثانية من المادة 16 من اتّفاقية القضاء على جميع أشكال التّمييز ضدّ المرأة (سيداو) تنصّ على أنّ خطوبة الأطفال وزواجهم ليس لهما أيّ أثرٍ قانونيّ، كما يجب أن تتّخذ الدول الإجراءات التشريعيّة جميعها؛ لتحديد سنٍّ أدنى للزّواج، وتسجيله في سجلٍّ رسميّ، ومن ثم إذا كان أحد الزوجين دون سن الثامنة عشرة ولم يكتمل نموه الجسدي يعد ذلك خرقًا لهذا البند ويعد زواجهما قانونيًا زواج أطفال. إن الزواج المبكر لا شك في أغلب الأحيان فيه أضرار جسدية ونفسية، فالزواج بعد البلوغ مباشرة مثلًا يعرض الطرفين إلى (الحرمان من طفولتهم وقتل براءتهم، والتخلي أو ربما التعثر في الدراسة وعدم الاستفادة الكاملة من التعليم)، كما أن هناك أضرارًا أخرى نفسية يتعرضان لها مثل: * الارتباط وتحمل المسؤولية في سن صغيرة مما قد يؤثر على تربية الجيل الجديد فنجد أحيانًا أطفالًا يربون أطفالًا. * عدم النضج الفكري والعاطفي والجهل بمهارات الحياة للطرفين مما يؤدي إلى عدم فهمهم الصحيح للزواج وما معنى بناء أسرة وبالتالي نشوء خلافات تؤدي لانهيار هذه الحياة. * قلة الخبرة بكيفية التعامل مع فترة الحمل والأمومة سواء للفتاة أو الشاب -الزوج- الذي لا يعي ما تمر به الزوجة وبالتالي لا يعي دوره ولا واجباته في هذه المرحلة. * حمل الزوجة في سن مبكرة قد يعرضها (للإجهاض المتكرر، عدم اكتمال نمو الأجنة، الحمل خارج الرحم وضعف الإخصاب). أسباب الزواج المبكر: * خوف الأهل على بناتهم من الانحراف والضياع، أو فقدان غشاء البكارة فيلجؤون لتزويجهن حتى يطمئنوا عليهن. * ارتفاع نسبة الأمية وعدم الاهتمام بتعليم الفتيات للاعتقاد بأن الفتاة مصيرها لبيتها ولزوجها. * وفاة الوالدين وتبني الأقارب للفتاة كأحد العموم فيتعمدون أن يتخلصوا منها بتزويجها في سن مبكرة لأول متقدم لها للخطبة. * عند ما يتقدم الشاب للخطبة فإن الأهل يفضلون أن تكون الفتاة صغيرة جدًا بحجة أنهم سيعطونها عاداتهم وهي في سن صغيرة. * الصّورة السّائدة في المجتمع عن النساء اللاتي يتأخّرن في الزّواج، وقلّة حظوظهنّ، ممّا يُساهم في زيادة خوف الأهل، ورغبتهم في تزويج الفتيات في سنٍّ مُبكرة؛ تفادياً لتأخّرهنّ في الزّواج.