سبحانه جل جلاله أنعم عليكم بالشهادة، وأكرمكم بها في يوم فضيل وفي صلاة الجمعة المباركة، عزائي ولن أقول عزائي بل تهنئتي لأسركم حيث أنعم الله عليها بأن جعل من بينها شهيدا، سائلة المولى أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. بالفعل الإرهاب لا دين له ولا وطن، هذا العمل الذي تتبرأ منه كل الأديان والأعراف والمواثيق الدولية. مواساتي لنيوزيلندا وحكومتها وشعبها، الشعب المحب الصديق المسالم بأن لا يريهم الله مكروها حيث مروا بأحلك أيام في تاريخ بلادهم. خمسون شهيدا أو يزيد ومصابون في بيت من بيوت الله بيد آثمة تأصل الإرهاب فيها حتى النخاع، ذلك الأسترالي اليميني المتطرف، حتى الأطفال والنساء لم يستثنهم. والذي أثلج صدري مدى تمسك أبنائنا السعوديين بدينهم في الغربة، فهذا المصاب السعودي كان يرفع الأذان في المسجد، الحمد لله أبناؤنا بخير أينما وجدوا حفظهم الله بعينه التي لا تنام. حتى من استشهد من مواطنينا أكرمه الله بالشهادة وهو رافع أصبعه ينطق بها، فليس أفضل من هكذا شهادة، رحمه الله وفي الفردوس الأعلى من الجنة. مجزرة نيوزيلندا الجريمة الوحشية الهمجية التي تدينها البشرية وترفضها الإنسانية سببها لا شك الخطاب العنصري الذي يغذي التطرف والإرهاب، أتمنى على العالم بدوله ومنظماته ومؤسساته أن يقف وقفة واحدة بكل السبل ضد هذا الخطاب الذي يولد الإرهاب وتجريمه قانونيا؛ لأن يد الإرهاب الوحشية تطول كافة الشعوب خاصة المسلمين. الإسلاموفوبيا، الخوف والكراهية الموجهة ضد المسلمين والتحامل والتمييز من بعض شعوب الغرب التي تعتبر الإسلام دينا عنيفا وعدوانيا وخطرا ويُشجِع على الإرهاب ويدعم تصادم الحضارات. رب ضارة نافعة دفعت هذا المتخلف المجرم مصاص الدماء ليثبت خطاب الكراهية والعنصرية بالصوت والصورة مع الإصرار والترصد. معتقدات هذا الرجل ونواياه بحسب ما ذكرت صحيفة «ذي صن البريطانية» وتغريدة في حسابه على تويتر، عن غضبه من «الغزاة المسلمين» الذين يحتلون الأراضي الأوروبية، غزاة!!!. «مذبحة مروعة» و«عمل من أعمال الكراهية» لرجل جبان يقتحم المسجدين ويفتح النار على الآمنين في كل اتجاه. والمؤسف وسائل التواصل الاجتماعي التي بثت التصوير المباشر للهجومين على المسجدين بمدينة كرايستشيرش في أسوأ حادث قتل عشوائي. والمؤسف أكثر إعادة مستخدمين نشر الفيديو على منصات أخرى. أتمنى على وسائل التواصل الاجتماعي مع الشكر عدم نشر مثل ذلك مستقبلا. أهنئ أسر الشهداء وأبارك لهم بالشهادة، أعظم المراتب عند الله وأعلاها؛ لما لأهلها عند الله من أجر عظيم، يقول الله جل وعلا: «ولا تحسبن الذِين قُتِلُوا فِي سبِيلِ اللهِ أمواتا بل أحياء عِند ربِهِم يُرزقُون فرِحِين بِما آتاهُمُ اللهُ مِن فضلِهِ ويستبشِرُون بِالذِين لم يلحقُوا بِهِم مِن خلفِهِم ألا خوف عليهِم ولا هُم يحزنُون، يستبشِرُون بِنِعمةٍ مِن اللهِ وفضلٍ وأن الله لا يُضِيعُ أجر المُؤمِنِين».