تناولت أستاذ التاريخ السعودي المشارك بجامعة جدة عميدة كلية العلوم الاجتماعية، الدكتورة دلال بنت محمد السعيد، الدور الحضاري وجهود أهالي مدينة جدة المطلة على البحر في توفير المياه العذبة خلال الفترة من 1845-1916م، منوهة إلى تطبيق تقنية جديدة لأول مرة خلال تلك الفترة بتحلية مياه البحر للحصول على مياه عذبة نقية كانوا في أمس الحاجة إليها. جاء ذلك خلال المحاضرة العلمية التي نظمها مركز تاريخ البحر الأحمر وغرب المملكة، أحد المراكز الثقافية لدارة الملك عبدالعزيز واستضافها بيت أرامكو التاريخي بجدة مؤخرًا، بحضور أدباء وأكاديميين ومهتمين بالدراسات التاريخية وممثلين عن وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية. وانتقلت المحاضرة السعيد إلى مصادر المياه في مدينة جدة قديمًا حسب الفترات التاريخية والمشروعات، مبينة أن المحاولة الأولى تمت عن طريق مبادرة التاجر فرج يسر عوض عباد، وترميم قناة العين عام 1868م، ومحاولات التاجر سليم سلطان لتحلية مياه البحر، وتنفيذ العين الحميدية «الوزيرية» ودعم أهالي جدة في إنشائها، كما تطرقت إلى آلة تحلية المياه «الكنداسة» ونصبها لأول مرة في مدينة جدة، وأخيرًا قيام الأهالي بإنشاء هيئة تمهيدًا لتشكيل شركة وطنية للتنقيب عن مصادر المياه لتكون قريبة من مدينتهم. وسلطت د. السعيد الضوء على معاناة السكان في الماضي، وما تحملوه من صعاب من أجل توفير قطرات من المياه العذبة، لإدراك النعم العظيمة التي نعيشها اليوم، والخير الوفير في الوقت الحاضر الذي يتطلب منا بذل الجهد للحفاظ عليه، بالحرص على ترشيد استهلاك الماء وعدم الإسراف في استخدامه.