نسمع عن الحوادث المرورية والخسائر البشرية التي تكون ناتجة عن حرائق وغيرها من الكوارث، ولكن هل نسمع ما يحدث من معاناة بعد وقوع تلك الكوارث والحوادث!؟ هناك معاناة من نوع آخر وقد تكون أشد ألما عندما تبدأ على شكل رحلة من المعاناة مع نقل المصابين لأقرب مستشفى وهنا تكون الصدمة عندما يقال لا يوجد سرير، وإن غرف الطوارئ لم تعد تستوعب المزيد من المرضى أو المصابين، إنها فعلا معاناة لا يشعر بها سوى من مر بها وذاق مرارة خطواتها، هذا هو الحال في أغلب الحالات الطارئة، ومن يعرف أحدا ممن يتعامل مع الطوارئ سيسمع من القصص ما يدمي القلب. حمانا الله وإياكم من الحوادث. والآن مع مركز الأزمات والكوارث بفضل الله علينا ثم بفضل التقنية المتقدمة والتي لا تقدر بثمن، بإذن الله ستنحل هذه المعضلة وما ذكرت في بداية المقال من معاناة سيصبح من الماضي، فكما قضى نظام أبشر على (الملف الأخضر) وعلى الجملة البغيضة التي كانت تقتل المراجعين من الغيظ (راجعنا بكرة) أو بعد أسبوع إلخ... ستقضي هذه المنصة الإلكترونية، التي دشنها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية في مكتبه بديوان الإمارة يوم الأربعاء الخامس من شهر مارس 2019 على معاناة المصابين وتسرع بنقلهم لأقرب مستشفى لديه إمكانية الاستقطاب والتعامل مع الحالة، وهذه المنصة الإلكترونية عبارة عن مركز الأزمات والكوارث لإعطاء مؤشرات فورية عن إمكانية المراكز الصحية والمستشفيات، وتحديثها بشكل يومي من قبل ما يقرب من 50 مستشفى ومركزا صحيا في المنطقة بين «حكومي وخاص». وللمعلومية، هذه المنصة تعد أول منصة إلكترونية يتم تطبيقها على مستوى المملكة في المنطقة الشرقية ونطمع أن تعمم هذه التجربة في بقية مناطق الوطن لما فيها من فوائد جمة. يعمل هذا النظام المرتبط بجميع المستشفيات الحكومية والخاصة والتابعة للقطاعات العسكرية على إعطاء المؤشرات الصحية الفورية للمركز، ولقد حرص سمو الأمير على تذكير الجهات المشاركة في هذه المبادرة «بالاستمرارية في تحديث بياناتها بشكل دوري، بحيث تكون الأرقام والمعلومات دقيقة والتوسع في النظام وإضافة المزيد من الجهات المتعاونة، متمنيا سموه السلامة للجميع». إيجابية هذه المنصة أنها تتيح للمركز معرفة الإمكانيات المتاحة لإحالة الحالات الصحية وقت وقوع الحادث إلى المستشفى الذي لديه الإمكانية لمعالجة مثل هذه الحالة، وليس بالضرورة أن يكون الأقرب كما في السابق ومع العمل التكاملي بين الجهات المعنية سيصبح من السهل الحصول على البيانات والمؤشرات التي تسهم في الوصول إلى الإحصائيات، وتحليل مخاطر المنطقة لمواجهتها والعمل على عدم تكرارها كما ذكر ذلك مدير مركز الأزمات والكوارث بإمارة المنطقة الشرقية سعادة العقيد محمد بن سعود الحاضر. تعودنا من بعض كتابنا إعجابهم بمنجزات غيرنا، فهل سيكتب هؤلاء عن منجزاتنا من أمثال هذا المركز الحيوي؟ أم إن مزمار الحي ما يطرب؟.