قال مراقبون ومختصون في الشؤون الإقليمية والدولية: إن الدول العربية والأوروبية تعول كثيرا على توصل قمة «شرم الشيخ» إلى حلول ناجزة لمعظم القضايا الحساسة والملحة المطروحة على طاولة الزعماء العرب والأوروبيين. » مرحلة فارقة يقول الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، د. سعيد اللاوندوي: تأتي القمة في مرحلة فارقة تمر بها القارة الأوروبية إذ يدهم الإرهاب عددا من دولها ما أوقع عددا كبيرا من الضحايا، ولفت إلى أن هذا يدفع الأوروبيين للمشاركة في المؤتمر لإيجاد حلول تحفظ أمنهم واستقرارهم، خاصة أن أوروبا أصبحت في مرمى الإرهاب والاستهداف، كما سيطرح قادة الاتحاد ملف الهجرة غير الشرعية للنقاش، نظرا لما تعانيه دول البحر المتوسط من نزوح جماعي لمهاجرين غير شرعيين، لا سيما من المناطق التي تعاني ويلات الحروب. وشدد اللاوندي على أهمية المؤتمر لدول المنطقة العربية، خصوصا بعد اشتعال وتعقيد أزمات اليمن وليبيا وسوريا والعراق وتدخل قوى إقليمية مثل تركياوإيران، فضلا عن الدور القطري المريب، لافتا إلى أن كل هذا يجعل هذه القمة بالغة الأهمية، وتوقع الوصول إلى حلول مرضية وملزمة للطرفين بشأن قضايا الإرهاب والسلام والأمن لتحقيق الاستقرار بأوروبا والشرق الأوسط. » طموحات عربية من جانبه، يرى مدير المركز المصري للدراسات والأبحاث، هاني غنيم، أن هناك تعويلا عربيا كبيرا على مصر والسعودية على وجه الخصوص من أجل استغلال هذا الحشد الدولي الواسع لإيجاد تسوية لعدد من القضايا العربية الساخنة، التي تهم في الوقت ذاته الجانب الأوروبي ومن بينها اليمن وليبيا وسوريا والعراق وفلسطين، وقال: إن القاهرة والرياض لن تفوتا الفرصة من أجل توجيه ضربة قوية للقوى الإقليمية المتآمرة على المنطقة وأبرزها إيرانوتركيا اللتان تتوليان بجانب قطر دعم وتمويل الإرهاب، ما أدى لإثارة القلاقل وتهديد استقرار عدد من الدول إثر التدخل في شؤونها وتصعيد دور الإرهابيين والميليشيات المسلحة. ولفت غنيم إلى أن أوروبا باتت تدرك خطورة تنامي الإرهاب بعد أن وصل لأراضيها، ما يتطلب توحيد الرؤى مع الدول العربية لبلورة إستراتيجية في هذا الشأن. » قضية السلام وفي المقابل، قال وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي: تركز القمة على مواجهة الإرهاب وقضية الهجرة غير الشرعية ومشكلات التجارة البينية، إضافة إلى قضية سلام الشرق الأوسط، خصوصا بعد التصعيد الأمريكي بنقل سفارة واشنطن في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. وطالب العرابي برؤية واضحة قبل إعلان الولاياتالمتحدة تصوراتها لتسوية القضية في أبريل المقبل، التي تعرف إعلاميا باسم «صفقة القرن»، كما ستركز القمة على القضايا العربية الملتهبة، التي تحتاج إلى دور أوروبي فاعل، لاسيما الأزمتين الليبية والسورية، مشيرا إلى أن التصدي للخطر الإيراني في المنطقة من الموضوعات المطروحة للنقاش بعد فضح مؤامرات الملالي لتمزيق الوطن العربي وإثارة الفتن الطائفية. يذكر أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيفتتح اليوم أعمال القمة «العربية - الأوروبية»، التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ، وستشهد أضخم حضور عربي-أوروبي على مستوى الملوك والزعماء والرؤساء.