» آفاق أوسع وأكدت المحاضرة في جامعة الملك سعود ومستشارة في الترجمة، دارين المالكي، أن اقتصاد الصين قوي ومؤثر عالميا، وبذلك فإن تعلم لغتها يفتح للمملكة آفاقا واسعة ومجالات كبرى للتعاون معها. وأضافت أن تعلم اللغة الصينية خطوة عظيمة للتنوع والانفتاح الثقافي على إحدى أقوى الدول صناعيا، وتعبر عن رؤية واعدة للمستقبل. واعتبرت المالكي أن الاتفاقية بتعليم اللغة الصينية في مدارس المملكة رؤية حقيقية للتطور وخطوة ممتازة وذكية. وقالت: أتمنى أن تطال تبعات هذه الخطوة أعضاء هيئة التدريس لتعلم اللغة الصينية، ويشمل البرنامج الكل وليس الجيل القادم فقط. » خطوة رائعة من جهتها، بينت المترجمة وعضو مركز الدراسات العربية الروسية، سوزان الدوسري، أن تعدد اللغات عنصر أساسي في الاتصال المتناسق بين الشعوب، لافتة إلى أنه يجعل المتعلم شخصا أكثر مرونة وانفتاحا على الثقافات الأخرى، وهذا سيكون أمرا مثيرا أن تنشئ طفلك ليتقن ويتكلم أكثر من لغة خصوصا وأن الصين تصنف من الدول العظمى بالعالم. وأكدت «الدوسري» أن إدخال اللغة الصينية العريقة خطوة رائعة جدا والتي لها تاريخها الأصيل لمناهجنا الدراسية. وأضافت: لما لا والحضارة الصينية من أقدم وأعرق الحضارات في العصور القديمة والحديثة، لذا دراسة اللغة الصينية ليس الهدف منها إجادة اللغة فقط، وإنما تعلم الحكم والحضارة لهذا الشعب العظيم، وما وصل إليه من تطور تقني في جميع المجالات العسكرية والاقتصادية والتقنية. » تعزيز للتواصل من جانبه، أوضح منسق برنامج اللغة الصينية بجامعة الملك سعود د. حسنين فهمي حسين، أن اللغة الصينية باتت اليوم واحدة من أهم اللغات التي تشهد إقبالاً كبيرا من الدارسين حول العالم، حيث تشير الإحصائيات الصينية الرسمية إلى أن عدد دارسي اللغة الصينية حول العالم حتى نهاية عام 2018 قد تخطى حاجز 100 مليون دارس ودارسة، مع الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة الصينية لتشجيع دراسة اللغة الصينية ونشر الثقافة الصينية حول العالم. وقال حسنين: إنه كان للمملكة السبق في إدراج تخصص اللغة الصينية في المرحلة الجامعية على مستوى دول الخليج، من خلال فتح برنامج اللغة الصينية بقسم اللغات الحديثة والترجمة بكلية اللغات جامعة الملك سعود في العام الجامعي 1430/1431. وأضاف: هذه الاتفاقية التي وقعت على هامش زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإدراج اللغة الصينية في مختلف المراحل التعليمية في المملكة سيكون لها دور كبير في تعزيز التواصل بين المملكة والصين على كافة المستويات، مما يساعد في تخريج عدد أكبر من المتخصصين في اللغة الصينية من السعوديين لسد حاجة القطاعين الحكومي والخاص من المترجمين المتخصصين في الصينية، في ظل التطور الكبير الذي تشهده العلاقات السعودية الصينية، وأن هذه الاتفاقية جاءت في توقيت مهم جدا في الوقت الذي يشهد انفتاح المملكة على العالم، وفتح الباب أمام الاستثمارات العالمية في المملكة والاهتمام الكبير الذي توليه الصين للتعاون مع المملكة على كافة المستويات. » أهم اللغات وقال د. محمد الغبان من كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود: إن اللغة الصينية واحدة من أهم لغات العالم قديما وحديثا، وهي تحمل بين طياتها ورموزها حضارة وثقافة عريقة، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد، وتعد هذه اللغة في العصر الحديث واحدة من لغات العمل الخمس بالأمم المتحدة، ويتكلم بها قرابة ثلث سكان الكرة الأرضية. وأوضح الغبان أن المملكة ترتبط بالصين والعديد من الأقطار العربية بعلاقات اقتصادية وتجارية وسياسية وثيقة، وتزايدت الاستثمارات السعودية بالصين وكذلك الاستثمارات الصينية بالمملكة، إضافة إلى علاقات أخرى في شتى المجالات، وتشهد هذه العلاقات في الوقت الحالي تطورًا كبيرا في ظل «رؤية المملكة العربية السعودية 2030» ومبادرة «الحزام والطريق» الصينية.