عندما أقول: لم أشعر بالألم يوما في حياتي لم أكذب ولكني أتجمل، لا شك أحيانا أغرق في ظُلُمَات بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ، وأتساءل أفي الحياة أطواق نجاة؟!! هذا نحن في غمرة آلامنا لا نرى سوى بقعة سوداء، وصحراء موحشة جرداء وننسى أن كل عسير إذا استعنا بالله فهو يسير، ونعم بالله. ليس بأيدينا أن نسترد ماضيا ولا أن نرد آتيا، فإذا ضاع الأمس أو رحل، فلا بأس، فاليوم بأيدينا، وإذا رحل هو الآخر، وهذا وارد، سنة كونية وليس لسنة الله تبديل. لا يهم رحيله، فالليل يعقبه نهار ولا ولن نترك أنفسنا رهينة للآلام. مئات الأشجار وأغصانها وفوق أغصانها ورودها، تنتعش وتتفتح بقدرة الله ثم بمباركة الندى، وقوس قزح ذلك الراقص في سمائها بألوانه الزاهية، يتحدى الآلام، فلو نظرنا لهذه الجنة بقلوبنا قبل عيوننا لرأينا صورا رائعة تتحدث بصمت ناطق عن ربيعها الذي تسكنه السعادة، وتذهب بآلامه وأحزانه إلى عالمها الحقيقي عالم اللاّوجود. أحيانا يكون السهم القاتل من أقرب الناس، فليس ذلك بنهاية العالم لأن الحياة مليئة بالقلوب الرحيمة الدافئة الحبيبة حاضرة لتنزع ذلك السهم، وتعيدها للحياة وحبها للحياة. السعادة مرهونة بالطريقة التي نحياها، فليس المهم أن نعيش الحياة، المهم كيف نعيش السعادة في الحياة ونتعايش مع الألم. كثيرا ما يعزف القلب الحزين سيمفونيات عذاب، لمَ لا نرقص على أنغامها رقصات الأمل بعيدا عن أجواء الألم. مالك الحزين الطائر الجميل عندما يكون حزينا أو مصابا، لا يندب حظه بل يغرد ويغني. لنزرع بذرة الأمل في أرض الألم ونرى ماذا سيحدث؟!! تُنبت البذرة عشبا وشجرا وثمارا وورودا. وكما قيل: الحياة تتأرجح كالبندول بين الألم والأمل، فلنغرس الأمل في أرض الألم ونرويه بغيث السماء لنزرع في صدورنا جنات خضراء. الألمُ موجهُ كالجبال، إلاّ أنَ قوته لا تعادل جناح بعوضة!! وهيهات هيهات أن تُغرق سفينة الأمل بعوضة في بحور اليأس طالما أن هناك أطواق نجاة من رب عظيم. راحة البال في كتاب الله الكريم، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، ولو شعرنا بوحشة أو غربة، فلنتذكر قربنا من الله. «وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ»، لولا المرض لافترست الصحة أجمل نوازع الرحمة في الإنسان، ولولا الصحة لما قام الإنسان بواجب ولا بادر إلى مكرمة، ولولا الواجبات والمكرمات لما كان لوجود الإنسان في هذه الحياة معنى. - مصطفى السباعي. إن سر النجاح هو أن تتعلم كيف تستخدم الألم والمتعة بدلا من السماح للألم والمتعة من استخدامك، فإن فعلت فإنك ستتحكم في حياتك وإلا فإن الحياة هي التي ستتحكم فيك. - أنتوني روبنز. هذه بعض أسرار العيش بلا ألم.