ما أن أبعد الإنجليزي كلاتنبيرغ على خلفية ما وصف بأنه خرق لأخلاقيات تقنية الفيديو حتى تعالت الأصوات بين مُرحب بالقرار أو معترض عليه. فالمؤيدون يرون أن فشل خيار الحكم الأجنبي خلفه السيد كلاتنبيرغ الذي طوع علاقاته وصداقاته الخاصة على حساب نجاح لجنة التحكيم، بينما ذهب المعترضون على القرار إلى أن ترؤس المواطن خليل جلال أحد أكثر اللجان جدلا هو عودة إلى المربع الأول. أطلنا الأمنيات عن لجنة تحكيم ناجحة بعيدا عن الحكم المحلي، وقلنا ما نصه: «لن ننجح إلا بالحكام الأجانب»، فقدمنا كل جزئيات التحكيم بنكهة أجنبية، بل وفعلنا أكثر من ذلك بإقرارنا تقنية الفيديو، وانتهينا إلى ذات المربع الأسود المليء بالاتهامات والشكوك. الأخطاء التحكيمية من المسلمات في كرة القدم المحلية والعالمية، والحكام على مختلف أشكالهم وألوانهم وجنسياتهم هدف أول أمام مكونات اللعبة، لكنها في كرتنا تتجاوز كل ذلك لأن الذاكرة بالعربي عامرة بالأخطاء الكروية التحكيمية التاريخية. أمام العالمي خليل جلال مهمة شبه مستحيلة تبدأ بحكام أقل أخطاء داخل الملعب وخارجه، وأمامه بث الطمأنينة في جسد المنافسين وأمامه رؤية تحكيمية تمحو ثقافة جيل يؤمن بفكر المؤامرة. نجاح لجنة الحكام مستحيل رابع، يستحق منا أن نقف احتراما وإعجابا لمَنْ ينجح فيه سواء أكان خليل أو غيره، وأمام الإعلام ومسؤولي الأندية وصناع القرار في كرتنا وقفة حازمة وداعمة للمرحلة؛ لأننا وببساطة جربنا كل شيء ولم ننجح جميعا.