نعم سيدي الرجل ليس لأني أحبك أو لأني أخاف سطوتك وتجبرك أو حتى فراقك، بل سيدي الرجل لأن الله سبحانه وتعالى ذكرها بالقرآن الكريم، فكنت سيدا بأمر الله سبحانه وتعالى وبما تبذله من تعب ومشقة وصبر وتحمل ورفق وحسن تعامل. سيدي الرجل لا تطالب بالحب إن لم تعطه، ولا تطالب بالاحترام إن لم تبذله، ولا تطالب بأن تكون سيدا بمنزلك إن لم تكن حاضرا فيه. اعلم رحمك الله أن الحب في الزواج هو المودة والرحمة والتي تنشأ من حسن الخلق وجميل اللفظ ورقة التعامل، مهما كنت أنا عليه من قوة وسلاطة لسان فكيف إن كنت غير ذلك وكنت لك الروح التي تحيط بك من كل جانب وتبذل كل طاقتها لإسعادك. سيدي الرجل هل سألت نفسك يوما لماذا أردت الزواج؟ هل لأجل المجتمع أم لأجل أهلك أم لأجل الناس؟ وكلما كانت إجابتك صريحة ستعرف كيف تعاملني وتعامل أبناءك وتصون منزلك. سيدي الرجل لا تعلق على كوني خلقت من ضلع أعوج، بل اعلم أنى خُلقت من أقرب ضلع للقلب، فكنت الحنان والحب والرحمة التي أهداك الله إياها حتى تنعم بالاستقرار، وإن أردت تقويمي فاعلم أن الكلمة اللطيفة والتصرف الرقيق سيكونان القوة التي تميزك عن غيرك، والمدخل القوي لمشاعري والتي ستجعلني حقا أناديك سيدي لأنك بتصرفك هذا سدت على كل شيء فيَِّ. سيدي ليس ذنبي تسلط غيرك عليك، وليس ذنبي أنك عشت طفولة قاسية، وليس ذنبي كل ما يحيط بك من أمور قد تهزمك أو تكسرك، بل ذنبي إن لم أقف بجانبك حين تحتاجني. سيدي الرجل إياك ثم إياك أن تستغل طيبة قلبي وسلامة روحي لتجعلها لك رهينة وتتحكم في مجرياتها وتحاول تغييرها؛ لأنه سيأتي يوم سيكون هذا التغيير ضارا لك قبل غيرك. سيدي الرجل كن كما قال محمد -صلى الله عليه وسلم- «أكملُ المُؤمِنِين إِيمانا أحسنُهُم خُلُقا، وخيرُكُم خيرُكُم لِنِسائِهِم» حديث صحيح. ذلك لأن الغرض مِن وراءِ هذا التعامل هو إدخال السرورِ والمودة الضرورية لحسن المعاشرة بين الزوجين، وهو مدعاة لاستقرارِ بيت الزوجية وسبب لهنائه في معيشته. سيدي الرجل إياك أن تتقن فن الاعتذار بل اتقن فن التعامل، فقد تهوي بي كلمتك إلى مكان لا أستطيع العودة منه. هذا المقال إهداء لكل زوج أعطاه الله زوجة صالحه ذات تربية قويمة في زمن قل فيه هذا النوع.