هو الذي يستمر في التفتيش عن ذاته من خلال كثرة العلاقات النسائية، وكلما شبع من امرأة عاطفيا تركها وذهب يبحث عن أخرى، وهناك نوع من الرجال يعرف كيف يلعب على أوتار المشاعر عند المرأة فيقنعها بأنه يحبها بينما هو يخطط لشيء آخر في نفسه، فهو خبير في علاقاته النسائية من كثرة التعارف وبناء العلاقات النسائية وفهم قواعد اللعبة في الضحك على النساء، وصار بسهولة يقنع أي امرأة بحبه لها من خلال إظهار الاهتمام المزيف والتقدير المقنع وكلمات الحب والإعجاب الكاذبة والتي يتقن تمثيلها، ولا مانع لديه أن يستمر في علاقة طويلة مع امرأة تشك في صدق حبه وإعجابه حتى يثبت لها أنه يحبها وهو كاذب ولكنه استطاع بمكره أن يشعرها بالأمان تجاهه، مثل هذا الرجل لا يصلح أن يكون زوجا أو أبا في أسرة مستقرة، ولا يصلح لبناء علاقة مستمرة وثابتة، وإنما هو ممثل من الدرجة الأولى يحسن ابتكار المواقف اللافتة للنظر والمثيرة للاهتمام؛ ليكسب قلب المرأة التي يرغب بمصادقتها أو يخطط لتكون ضحيته الجديدة، ومن الاختبارات التي تعملها المرأة لتتأكد من صدق محبة الرجل أنها تطلب منه أن يتقدم رسميا للزواج منها، ولكنه يكون بين حالتين، إما أن يختفي بعد هذا الطلب؛ لأنه عرف أن هذه المرأة جادة ولا تناسب مخططاته الماكرة، أو لو كان مصمما على إيقاعها في حباله فإنه يظهر لها رغبته في الزواج منها ولكنه يتعذر بتأجيل الخطوبة لأسباب صحية أو مادية أو غيرها، ويستمر في التأجيل حتى تتعلق به فيورطها بحبه وهذا تكتيك ذكي يمارسه بعض الرجال، وأذكر أني دخلت في قضية مثل هذه القضية وظلت المرأة تطلب منه أن يتقدم لها لمدة عشر سنوات، وهو يماطلها بعذر منطقي بكل مرة، حتى أخذ ما يريده منها ثم تركها تبكي حظها، وبعض الرجال مثل الحرباء تتلون وفقا لألوان البيئة التي هي فيها، وبعض الرجال يتلون حسب مزاج وذوق المرأة التي أمامه، ولهذا فإن الرجال المتعددي العلاقات نوعان، النوع الأول: الذي يظل يبحث عن المرأة التي تحقق له إشباع حاجته النفسية والعاطفية والجسدية أو المالية أحيانا، فإذا وجدها اكتفى بها ولا يبحث عن غيرها، وفي الغالب مثل هؤلاء الرجال يحكمهم الوازع الديني أو القيمي ويكون ملتزما بمبادئه وقيمه التي يؤمن بها، والنوع الثاني: هو حالة مرضية تسمى (دونجوانيزم)، وهذا دائما يبحث عن المتعة الشخصية بغض النظر عن إيذاء مشاعر الآخر، فالمهم نفسه وتحقيق شهواته، وهذا يجمع حوله مجموعة من النساء يحقق ذاته من خلالهن، ليستمتع بسماع مديحهن وإعجابهن بشكله أو كلامه أو طوله أو منصبه أو شخصيته أو إنسانيته، وبعضهم يحب أن يحقق ذاته أمام أصدقائه بالفخر والذكاء من خلال الحديث عن كثرة علاقاته النسائية وإظهار قدرته على اللعب عليهن والتلاعب بمشاعرهن، وفي الغالب مثل هؤلاء الرجال عندما يشبعون غرائزهم يتركون الضحية ولا يتواصلون معها أبدا. ولعل الزمن الذي نعيشه ازدادت فيه العلاقات النسائية بسبب انتشار الهواتف الذكية حتى صار سهلا على الرجل خلال ساعة واحدة أن يصطاد مجموعة من النساء ليحقق رغباته وشهواته، وهناك نظريات كثيرة تبحث عن السبب وراء أن يكون الرجل (نسونجي) أو (دون جواني)، منها أنه لم يشعر بالأمان في طفولته ولم يتلق حبا والديا، أو قد يكون السبب يرجع إلى كراهية هذا الرجل لوالديه أو لمجتمعه فيتصرف بطريقة انتقامية، وبعض النظريات ترجع السبب للأنانية التي تربى عليها الرجل والنرجسية التي يعيشها وحبه لذاته؛ لأنه لا يحتاج المرأة لذاتها وإنما لإشباع رغباته وشهواته، وبعض الرجال عندهم طاقة ورغبة قوية فيهمهم تحقيق رغباتهم وشهواتهم، أو قد يكون السبب هو الرتابة والملل في الحياة فيلجأ بعض الرجال لتعدد العلاقات من بوابة التسلية والترفيه، ولهذا شرع الإسلام التعدد كعلاج لمثل هذه الحالات وألزم الرجل بشروط لتحقيق العدل وتحمل مسؤولية قراره.