لم يكن المؤتمر الصحفي لهيئة الترفيه الذي أقيم مؤخرا بالحدث العابر لدى المهتمين بهذا الشأن، ومن بينهم الشعب السعودي برمته الذي كان يتابعه لحظة بلحظة، فقد بدأ مختلفا في ظاهره ومضمونه ومشبعا بالكثير من المفاجآت التي أدهشت الجميع، فقسمت الرأي العام لثلاثة أقسام: قسم يبارك تلك الأفكار وينتظر التنفيذ على أرض الواقع بكل بحماس، وقسم آخر متخوف يترقب ما سيحدث بكل ريبة وحذر، والقسم الأخير محايد لم يبد رأيا واضحا في ذلك، وقد يكون متحمسا ومتخوفا في الوقت ذاته. تنوعت خطة هيئة الترفيه لعام 2019م لتشمل جميع المجالات، سواء على الصعيد الفني أو الرياضي أو الاجتماعي، وقد كان للعروض المسرحية والخدع السحرية والسيرك والألعاب الورقية والذهنية نصيب من ذلك، إذن هي إستراتيجية شاملة تقوم على العمل الحثيث لترفيه المواطن وتقتات على دعم الحكومة الرشيدة التي لم ولن تدخر جهدا في إسعاده، من خلال استحداثها لهذه الهيئة في رؤيتها 2030 ومواكبة كل ما هو جديد في هذا المجال من خلال توفير نشاطات ترفيهية تتناسب مع طبيعة الأسرة السعودية وتجعل المواطن يختار السياحة الداخلية عن اقتناع وفق روزنامة من الأنشطة التي تلبي رغباته. قد يكون الحدث الأكبر في هذا المؤتمر ما أعلن عنه معالي رئيس هيئة الترفيه الأستاذ تركي آل الشيخ حيال رغبته بعودة الثنائي الأشهر في التلفزيون السعودي الفنان ناصر القصبي وعبدالله السدحان من خلال عمل يجمعهما معا سواء كان تحت قبة «طاش» أو عمل آخر، الأمر الذي فاجأ الجميع وخلق العديد من التطلعات لدى معجبيهما بعودتهما من جديد، إذ إن رحلتهما الطويلة على الشاشة الصغيرة حُفرت في أذهان الشعب السعودي، ولكن لا أعتقد بأنها ستجد ذات الترحيب لو قُدمت بنفس الفكرة السابقة لأن الزمن تغير مع تغيُر عقلية وطريقة تفكير المواطن السعودي. انتهى المؤتمر الصحفي وبدأت الكثير من التكهنات بمستقبل المملكة في ظل ما ستقدمه الهيئة من أنشطة خلال هذا العام، ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أنها بذلك تعمل على تعزيز موقع المملكة التنافسي في قطاع الترفيه العالمي، إلى جانب مساهمتها الفاعلة في دعم عجلة الاقتصاد والتطوير المستمر بما ينسجم مع تطلعات الشعب السعودي وفق تقاليد مجتمعه، هناك من لم يتقبل الفكرة واختار أن يقف على ناصية الرفض، وهذا أمر طبيعي فكل حدث له مؤيدوه ومعارضوه الأمر الذي لا يقلل من شأنه أو يضعه في خانة الخطأ وكذلك لا يقيه من الشوائب، ولكن تبقى القاعدة التي لا تقبل القسمة على فريقين هي أن الحكومة الرشيدة بقيادة ملك الحزم تعمل على خدمة المواطن السعودي بالشكل الذي يليق بمكانته وباسم المملكة الرفيع بين دول العالم.