رغم احتضان المنطقة الشرقية لأجمل المتنزهات والشواطئ الرملية على ضفاف الخليج العربي، والعديد من المواقع السياحية التي تتمتع بها مدن ومحافظات المنطقة مثل: الدمام، والخبر، والظهران، والجبيل، والأحساء، وحفر الباطن، إلا أن تلك المواقع تفتقد الجاذبية نظرا لأنها تحتاج إلى المزيد من تهيئة المرافق العامة وضرورة الاهتمام بها من خلال إضفاء عناصر الجذب الأولى، المتمثلة في انتهاج طرق حديثة للسياحة، وتنظيم فعاليات نوعية، تتناسب والتنوع الجغرافي للمنطقة والتي جعلت منها وجهة بحرية وبرية وزراعية. «اليوم» التقت عددا من المواطنين في جولات ميدانية واستطلعت مرئياتهم حول المقاصد السياحية ومرافقها في كل من: حاضرة الدمام، ومحافظتي الأحساءوحفر الباطن، كما طرحت التساؤلات أمام المختصين والجهات المعنية ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة الشرقية. » مرافق شبه معدومة قال عبدالله عسيري: «إن أبرز معضلات السياحة في المنطقة الشرقية هي الغلاء، مقارنة بدول مجاورة سواء من حيث أسعار الفنادق والشقق المفروشة أو المطاعم والأماكن الترفيهية». مشيرا إلى أن الدمام والكثير من مدن الشرقية تتميز بوجودها على الخليج العربي، لكن المستغرب قلة الاستفادة من هذه الميزة وعدم تفعيلها بطريقة جيدة. وأضاف: «هناك ضعف في توفير بعض المتطلبات البسيطة كالكافيهات والمطاعم المميزة المطلة على البحر، كما أن هناك مشاريع معطلة والمتضرر السياحة، فعلى سبيل المثال متنزه الملك فهد والذي ظل لسنوات غير مستفاد منه، وهنا نتساءل عن دور الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في التنسيق مع الجهات الأخرى لمعرفة الوقت النهائي لإنجاز المشروع، كما أنه لا توجد مدينة ترفيهية متكاملة، والخدمات السياحية على الشواطئ شبه معدومة». وأردف عسيري قائلا: «إن اللوحات الإرشادية السياحية غائبة، ولا يوجد ما يدل على السياحة سواء في الطرق أو الأماكن العامة». » تأهيل «نصف القمر» طالب محمد هزازي بالاهتمام بشاطئ نصف القمر بالعزيزية، مشيرا إلى أنه مقصد هام للسياح من خارج المنطقة الشرقية، ولكن يحتاج إلى المزيد من التطوير، وفتح المجال للشركات المتخصصة من أجل الاستثمار فيه، وبناء المتطلبات اللازمة وتوفير وسائل السياحة الجاذبة التي يبحث عنها السائح. وقال هزازي: «منظر الخيول المتسخة والعربات الرديئة ومركبات الأطعمة أحد الانطباعات السيئة للزائر، وللأسف فإن هذه المناظر منذ سنوات ولا تزال، كما أن هناك إشكالية مستمرة وهي بدء بعض المهرجانات في أوقات الدراسة وبنفس الطريقة، وأرى أن الحل يكون بتقنين المهرجانات، وأن تكون ذات فائدة مع ربطها بتاريخ المملكة بحيث يكون هناك ركن ثابت في جميع المهرجانات للتعريف بالمنطقة وتاريخها». » دراسة جادة للسلبيات وطالب عبدالله الزهراني الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني باستحداث طرق جديدة في جذب المجتمع نحو السياحة الداخلية. وقال الزهراني: «العائلة تبحث عن خيارات سياحية متعددة ترضي جميع الشرائح ونستطيع أن نقارنها بالعالم أجمع، مطالبا بالاستفادة من تجارب الآخرين، ودراسة السلبيات بكل جدية، ونتساءل عن دور السياحة في وضع آلية للشاليهات وأسعارها وفئاتها». » روتين مكرر وممل وقال سعود السالم: «إن هناك مواقع كثيرة غير مستفاد منها مثل الجزيرة الموجودة في جسر الملك فهد، وكذلك العزيزية، كما أن الكثير من الفعاليات مكرر وبطابع تقليدي، ونحن في موسم الشتاء وموسم الأمطار لم نشهد تغيرا يناسب هذا الوقت من الموسم، ومن هنا نوجه رسالتنا للجهات المسؤولة عن السياحة بإفساح الطريق للجميع بالعمل، وألا تكون المهرجانات مقتصرة على فئة تتكرر سنويا خصوصا أننا مللنا من الروتين في الأنشطة السياحية التي نشهدها دائما ولم تتغير منذ سنوات، فهل السياحة فقط خيمة كبيرة وأسر منتجة وألعاب بدائية؟». » نسافر للبحث عن السياحة يقول غنام الشمري: «نحن في حفر الباطن كمواطنين ما زلنا نسافر ونقصد مناطق ومحافظات وطننا التي توجد بها فعاليات سياحية ومهرجانات بشكل دوري، لأن محافظتنا غابت عن المشهد السياحي رغم الجهود المتواضعة التي بذلتها بعض الجهات». وقال الشمري: «إن المحافظة ما زالت مؤهلة بأن تكون محافظة سياحية نظرا لموقعها الجغرافي المميز لجذب السياح، حيث إنها منطقة حدودية مع دولة الكويت، أيضا قُربها لأهم مناطق المملكة، كذلك تطور وسائل الاتصالات والمواصلات، من خلال وجود مطار حفر الباطن». » الحفر بيئة خصبة واعتبر عبدالعزيز الثابتي ملف السياحة من أهم الملفات التي ننتظر من الجهات المعنية الالتفات له بحفر الباطن وتذليل كافة الإشكاليات والعوائق التي تواجه ساكني المحافظة. وتذمر الثابتي من عدم الاهتمام بالمحافظة رغم ما تشكله من أهمية سواء كموقع جغرافي أو مناطق أثرية، مبينا أن إقامة البرامج السياحية ستنعكس إيجابا على المحافظة التي تعتبر بيئة خصبة للسياحة، وتنظيم الفعاليات المناسبة للأهالي. وأضاف: «نقترح أن تكون هناك لجنة تشترك بها جميع الجهات بالمحافظة لمناقشة وضع السياحة وخلق فرص سياحية ودعوة المستثمرين في مجال صناعة السياحة ومعالجة كافة الصعوبات التي تواجههم». » الاستفادة من موسم الربيع اعتبر علي المغامس أن السياحة بحفر الباطن تحتاج المزيد من مضاعفة الجهود من كافة الجهات المعنية. وقال المغامس: «ما شاهدناه في الآونة الأخيرة أصفه بأنه تجارب خجولة تحتاج لعمل مستمر حتى تتم صناعة برامج وفعاليات سياحية ذات مردود إيجابي على المحافظة التي بالفعل تمتلك الكثير والكثير من المقومات، وأرى أن يتم التركيز على السياحة الموسمية للمحافظة وخاصة موسم الربيع لما تشتهر به المحافظة في هذا الوقت من تواجد عدد كبير من الزوار الذين يزورونها من مختلف مناطق ومحافظات المملكة، ودول الخليج لقضاء أوقات ممتعة في هذا الموسم، كما أنه من الضروري القيام بعمل كبير تجاه الأسواق المتخصصة كسوق السمن والسوق الداخلي وتحويلها إلى متنفس سياحي من خلال تأهيلها وإعادة تصميمها بشكل تراثي لما تحتوي عليه من سلع ومنتجات تشتهر بها المحافظة». » استثمار نفود أم رقيبة وقال الإعلامي بدر غلاب الحربي: إنه وبالرغم مما تمثله محافظة حفر الباطن من أهمية في موقعها الإستراتيجي والحيوي وخصوصا في فصل الشتاء إلا أن الدور الذي تؤديه هيئة السياحة دون المأمول وتحتاج إلى إعادة نظر من قبل الهيئة، ولعل من أهمها استثمار نفود أم رقيبة سياحيا في خلق مدينة سياحية متكاملة مما يسهم في استقطاب عدد من الزوار. » الاهتمام بسوق الصقور وأكد مدير سوق الصقور بحفر الباطن فالح العدواني أن السوق يعتبر معلما سياحيا وهو سابقة بالمملكة، ووصل إلى أكبر تجمع للصقور بالوطن العربي وملتقى للصقارين من دول مجلس التعاون الخليجي والعالم، واستدرك العدواني: «ولكن يحتاج إلى الاهتمام بتطويره وتحسين المداخل والساحة الداخلية ليرقى إلى المستوى اللائق بالمملكة».