كثرت الأقاويل والقراءات والاستنتاجات حول خروج المنتخب السعودي مبكراً من نهائيات أمم آسيا وكأنه أمر مفاجئ، وهو لم يكن كذلك للعارفين بكرة القدم رغم وجود خامات وأسماء كبيرة مثل سالم الدوسري وفهد المولد وعطيف والبريك والعويس وباهبري والشهري، ولكنهم جميعاً يتشاركون في صفة واحدة هي قصر القامة التي يمكن تعميمها على المنتخب كله تقريباً ولهذا جاء هدف اليابان الإقصائي من ضربة ركنية وهدف قطر الثاني بنفس الطريقة والأسلوب. بالتأكيد عدم وجود رأس حربة صريح قد يكون أحد أسباب الخروج ولكن خمسة لاعبين سجلوا ستة أهداف في مباراتين، كما أن نفس المنتخب شارك في كأس العالم ولكن ليس نفسه من شارك في كأس الخليج، ولا يمكن التحجج بأنه لا يوجد لاعبون طوال القامة للدفاع والوسط ولا مهاجمون موهوبون في بلد عدد سكانه يتجاوز الثلاثين مليوناً، والأهم أن هذا البلد لديه إرث كروي ولديه أندية قوية ودوري ممتاز ومنشآت رياضية على أعلى مستوى، ولا يمكن وضع اللوم على تجربة الثمانية محترفين أبداً لأن معظم دول أوروبا القوية لديها أحياناً تشكيلة للأندية ليس فيها مواطن واحد، ومع هذا شاهدنا إنجلترا وبلجيكا وألمانيا وأسبانيا تتوج بكؤوس العالم وأوروبا وتصل إلى مراحل متقدمة في كأس الأخيرة مثل إنجلترا. زيادة عدد المحترفين مفيد أكثر مما يضر؛ لأنه يكبح جماح الزيادة في أسعار المحليين ودلال بعضهم وعدم التزامهم بالتمارين، وتفرض عليهم المنافسة حتى يتمكنوا من اللعب كأساسيين بدل الشعور بأن مكانهم محفوظ مهما كانت مستوياتهم، لذلك أنا مع العدد ثمانية والذي قد ينخفض إلى خمسة وحتى أكثر من ثمانية إذا كان ذلك سيعطي مساحة أكبر للمحلي كي يجتهد ويتدرب ليكون الرقم الصعب في المعادلة الكروية.