لقد نَعِمت المرأة السعودية لدهور طويلة بطيب الحياة ورغد العيش مذ أشرقت شمس توحيد هذه البلاد على عقيدة أهل السنة والجماعة وإرساء دستورها على القرآن والسنة، وحتى يوم الناس هذا. ومما زادها حظوةً وترفاً ما سخره الله لهذه البلاد من نعم شتى، منها الثروات العظيمة والمقدرات التي حباها بها سوى ما يجبى إليها من ثمرات كل شيء.. فساهم ذلك بفضل الله ومنته في صناعة حياة فارهة لها ولأسرتها في أزمنة قياسية في وقتٍ لم تجد الدول الأخرى القريبة والبعيدة ما تنهض به في دخلها واقتصادها إلا على حساب نسائها اللاتي شقين بشظف الحياة وخشونتها، سعياً وراء لقمة العيش وإعالة أُسَرهن. وهذا ما شجِيَ به الأعداء فأغاظهم ونغّص عيشهم.. فلم يلتفتوا إلى إحصائيات اغتصاب النساء في بلدانهم وتعنيفهن ومعدلات جرائم الاعتداء البدني والجنسي عليهن، ولا نسب الطلاق والتفكك الأسري في مجتمعاتهم الشرقية والغربية، ولا ارتفاع معدلات الجريمة المنظمة والأمراض الجنسية والأطفال مجهولي الهوية والنسب.. وإنما صار مصدر قلقهم وانزعاجهم هو ما تنعم به المرأة السعودية المسلمة من حياة كريمة في ظل عقيدة محكمة وشريعة سمحة وقيادة رشيدة ودولة آمنة كفلت لها جميع حقوقها، وذللت لها كل السبل وأماطت من طريقها الأذى، لتحقق أهدافها وطموحاتها وتطلعاتها في كافة الميادين الحيوية، وحفظت لها حدودها الشرعية بلا ضرر ولا ضرار. وطوّعت لها ما ومن حولها لتعيش حياة أشبه ما تكون بحياة الملوك (اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً). قال ميمون بن مهران عن ابن عباس في تفسير الآية: (كان الرجل من بني إسرائيل إذا كان له الزوجة والخادم والدار سمي ملكاً).. فحظيت المرأة في بلادنا بنصيب وافر من كل هذا، بل وفوق هذا من السائقين والأُجراء والعمال الذين يعملون تحت إمرتها. ومع كل هذا لم يستقطب نظر المتربصين ويجذب اهتمامهم تشرد النساء وترملهنّ أو قتلهن وتجويعهن أو اغتصابهن في شتى دول العالم، وإنما أقضّ مضاجعهم ملف المرأة السعودية فباتوا يحيكون المؤامرات ويفتعلون القضايا لإثارة الرأي العام العالمي ضدها، وإخراجها من سعة جلبابها الذي ارتضته لنفسها إلى ضيق السراديب السوداء التي يؤزونها إليها أزاً. إننا لا نرضى بأي نوع من التضليل الإعلامي والتحقيقات الزائفة المتحاملة على بلادنا وديننا وقيمنا وأعرافنا.. ونطالب بأن يحاسب كل الناعقين وراءها، ونرفض تسييس أي حالة اجتماعية نادرة واستغلالها وفقاً لأجندات حاقدة لتكون طُعماً مستساغاً يصطاد به الخبثاء والكائدون ما يشاؤون من خاصة شأننا، طامعين أن يقمّصونا قُمُصهم وأن نتزيى بزيّهم وأن ننساق وراءهم ليوارونا في جحر الضب.