تواصل المملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- سيرها الحثيث نحو نجاحات شاملة وفق رؤية مستقبلية تشع سماؤها بالطموح والإصرار للمضي قدما نحو الريادة في شتى المجالات، وهذا ما قد يؤرق منام بعض الدول التي طالما كانت المملكة شغلها الشاغل، مما يجعلها لا تفوت الفرص لزعزعة الشأن الداخلي لها أو تأجيج الرأي العام عليها في الخارج، وهذا ما شهدناه في قضية الفتاة السعودية رهف القنون التي هربت من منزلها بالمملكة منذ فترة قصيرة إلى تايلاند ثم إلى كندا. انتهزت الحكومة الكندية الفرصة كما هو متوقع ولكي تدخل نفسها في القصة إذ قدمت الملاذ للفتاة الهاربة، فجاءت بها إلى كندا وأرسلت وزيرة خارجيتها لاستقبالها، لتنتقل القضية من شأن داخلي سعودي إلى قضية رأي عام، كما أرادت كندا، مما أدخلها في «خانة التسييس» على ما يبدو، وانهالت بذلك الأحضان ومشاعر الترحيب التي تخفي خلف ستارها الكثير من المخططات الشيطانية واضحة الهدف والغاية، فقد شهد شاهد منهم حيث اعتبر سفير كندا السابق إلى السعودية «ديفيد تشاترسون» أن تدخل حكومته في هذه القضية جاء بدافع سياسي، مما يشير إلى أنه لا دوافع إنسانية في ذلك. يوجد أكثر من 25 مليون لاجئ حول العالم، لماذا لم نسمع عن هذه الدوافع الإنسانية التي تتغنى بها كندا حيال قضية رهف مع هؤلاء اللاجئين! كما أن هناك 15% من الأسر في كندا تحت خط الفقر، فأين هي عن شعبها والتماس حاجاتهم فهم أولى من الغريب! أم أنها حملة مسيسة تحاول تشويه صورة السعودية بأي شكل، ومخالب سامة تنتظر متى تنغرز في كيان المملكة، مما جعل نواياها مكشوفة للعالم أجمع، فهي تهيج بلا هوادة مما فضح أمرها، ولن تفلح في ذلك، فالمملكة قوية بشعبها وسمعتها الداخلية والدولية، ولم تبخل يوما في مد يد العون لكل محتاج بعكس من نسي شعبه ليلتفت لشؤون دول العالم بغرض مريض. لم تكن رهف أول فتاة هاربة سواء في السعودية أو في أي بلد من بلاد العالم، فهذه الحادثة قد تحصل تحت أي ظرف وفي أي مكان، وقد تكون الفتاة إما مغررا بها أو أنها تمتلك أفكارا خارجة وتبحث عن بيئة مناسبة لتلك الأفكار، فالاحتمالات متشعبة وكثيرة، فلا نجعل العنف شماعة لمثل هذه الحالات، لأن ما حظيت به المرأة السعودية في السنتين الأخيرتين من حقوق، كفيل بأن يجعل رهف تفكر ألف مرة قبل أن تشرع بالهروب إلى خارج المملكة، وهي تعلم أن هناك من يتربص لدولتها، فلو كانت الهاربة من دولة أخرى غير السعودية لما كان هذا الصخب الإعلامي ولا تلك الأحضان الكندية.