قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية: إن الطريقة التي يعمل بها البيت الأبيض في السياسة الخارجية تمثل تحديا لممارسة الأعمال مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، واعتبرت أن الخلاف الأخير بين أنقرةوواشنطن يمثل أحدث حالة لذلك. » أهداف متحركة وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ابتهاج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمكالمة الرئيس دونالد ترامب، التي قال له فيها إن «سوريا كلها لك» لم يدم طويلا. ونوهت بأن حالة الابتهاج، التي غمرت أردوغان تحولت إلى مفاجأة ثم غضب مع تراجع المسؤولين الأمريكيين عن وعود ترامب لأردوغان، ثم تحذيره بأنه سيدمر تركيا اقتصاديا إذا ضربت الأكراد. ولفتت الصحيفة إلى أن الخلاف الدبلوماسي بين البلدين في هذه المسألة يعود إلى أن البيت الأبيض متقلب المزاج، حيث يبدو أن كل هدف هو متحرك باستمرار. » أمن قومي وقالت الصحيفة الأمريكية: «راقبت تركيا كبار المسؤولين الأمريكيين وهم يحركون الأهداف في السياسة السورية، مع وعد واضح بالانسحاب غير المشروط وسريع، لم يتم تمديد الإطار الزمني لإخلاء 2200 جندي أمريكي فحسب، بل حدث فرض شروط على أي تحرك عسكري تركي إلى شمال سوريا وعدم مهاجمة الميليشيا الكردية السورية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة التي تقاتل (داعش)». ونقلت الصحيفة عن سنان أولجين، وهو دبلوماسي تركي سابق، قوله: «إنها حقبة مجهولة في السياسة الخارجية، لأنك لا تعرف من يجب أن تتعامل معه في واشنطن من أجل تطوير أهداف الأمن القومي الخاصة بك». » فقدان المصداقية وأوضح الدبلوماسي التركي السابق أن «إحدى النتائج هي أن تركيا - وغيرها من الدول لا يمكن أن تكون متأكدة من أن الرسالة الأمريكية ذات مصداقية، إذا كان لديك رئيس يتغير موقفه خلال أيام، وأعضاء في الإدارة حينئذ يحاولون تقويض موقف الرئيس». وتابعت الصحيفة الأمريكية: «الدرس الآخر هو أن عقد صفقة مع الرئيس قد لا يعني أنك أبرمت صفقة بالفعل، على الرغم من أن هذه هي الطريقة، التي يعمل بها رئيس تركيا ومعظم القادة الإقليميين لفترة طويلة». ونقلت عن أسلي أيديناتشاباش، وهي خبيرة في الشأن التركي لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قولها: «لقد ارتكب أردوغان خطأ الاعتقاد بأنه قادر على التعامل مع كل ملف سوريا مع ترامب شخصياً، وبعلاقته الشخصية معه».