في كرة القدم لا يوجد شيء اسمه مستحيل، وهذه العبارة تأكدت يوم الإثنين الماضي حين واجه المنتخب البحريني نظيره الهندي الذي كان بحق مفاجأة البطولة بدون أي نقاش وظل مفاجأة البطولة حتى الدقيقة الحادية والتسعين؛ لأنه عندها كان متأهلا لدور ال16 في إنجاز تاريخي للكرة الهندية، ولكن الأحمر البحريني أبى أن يغادر البطولة مبكرا وهو الذي قدم مباراة جيدة جدا أمام الإمارات ومعقولة جدا أمام تايلند وصعبة جدا أمام الهند، وتمكن من نيل ضربة جزاء في الدقيقة الحادية والتسعين حولها الشجاع جمال راشد إلى هدف تاريخي لبلاده حملها للدور الثاني وسط فرحة هستيرية من محبي البحرين وهم بالملايين للحقيقة، فالبحرين بلد طيب لا يمكن للإنسان إلا أن يحبه ومن زار البحرين سيعرف عما أتحدث. التأهل وإن كان صعبا إلا أنه بات الآن واقعا وبات درسا لنا جميعا بأن لا نيأس مهما بدت الأمور صعبة، وبنفس الوقت قدم لنا المنتخب الهندي نفسه درسا في كيفية تحضير المنتخبات والعناية بالفئات السنية والعمل بهدوء وجلب كبار اللاعبين حتى لو في نهاية أعمارهم الكروية إلى دوري محترف وصرف الملايين عليهم كله من أجل صناعة كرة قدم حقيقية في بلد لا يحب كرة القدم ولا يعرفها أساسا، بل يعرفون الكريكيت كلعبة شعبية أولى وأساسية، وهو ما حدث مع اليابان التي كانت تخسر أمامنا بالخمسات والستات ثم باتت الرقم الأصعب في القارة، واستضافت كأس العالم وهيمنت على ألقاب القارة لأربع مرات من ثماني مشاركات، وهذه هي التاسعة وهو رقم مذهل لبلد بدأ المنافسات الفعلية بداية التسعينات من القرن الماضي. ألف مليون مبروك للبحرين تأهل جاء بفضل عزيمة رجالها وكل التوفيق في دور ال16.