متى ما منح شباب وطننا المعطاء من الجنسين الفرص لإظهار مواهبهم وابتكاراتهم واختراعاتهم فإنهم دون أدنى شك يبرعون في مختلف المجالات العلمية والثقافية والفنية ونحوها، وهذا ما نراه واضحا على أرض الواقع، فالقيادة الرشيدة توجه المسؤولين بالاهتمام بالثروة البشرية الغالية على اعتبار أنها في عرفها القويم تمثل في واقع الأمر أهم ثروات الوطن على الإطلاق ويعول عليها لبناء هذه الأمة وتنميتها ونهضتها، وإزاء ذلك ظهرت على السطح عقول بناءة تمكن أصحابها من بذل قصارى جهدهم في ميادين العلم والمعرفة فبزوا بذلك عقول البشرية في الشرق والغرب بحصولهم على براءات اختراع لمبتكراتهم العلمية من كبريات الأوساط المانحة في العالم، وحصلوا على إعجاب وانبهار وإكبار دول الكون قاطبة، والأمثلة التي يمكن طرحها كثيرة للغاية ولا يمكن حصرها في هذه العجالة، فأكتفي بواحدة منها تتمثل في ابتكارات إنسانية لشاب سعودي طموح هو المبتكر محمد أحمد المسلم، الذي استطاع بفكره النير واجتهاده الشخصي ومثابرته الطموحة ابتكار جهازين هامين لهما أهميتهما في المجال الإنساني تحديدا. أما الأول فيتمحور في ابتكاره كرسيا لذوي الاحتياجات الخاصة يتخطى الكراسي العادية التقليدية المتواجدة في المستشفيات والمصحات والأسواق، ويتميز بأنه أداة مساعدة تمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من كبار السن من الحركة بسهولة تامة وتمكنهم من إنجاز العديد من الأعمال والمهام التي يصعب مزاولتها بدون هذا الابتكارالجديد، حيث يسمح لذوي تلك الاحتياجات بالحركة والوقوف والمشي كأي إنسان طبيعي دون أي صعوبة، ويعمل هذا الابتكار بمحركات ثلاث وبطاريتين قابلتين للشحن وبإمكانه بيسر حمل 150 كيلو جراما بسهولة وأمان، وقد تولت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجمعية سيهات الخيرية دعم الابتكار وتحويله إلى منجز علمي حقيقي عبر إرسال رسوماته إلى إحدى الشركات الصينية العالمية لإنتاج النسخة الأولى منه. ولا شك أن هذا الابتكار يمثل فتحا جديدا لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، أما الابتكار الثاني لهذا الشاب السعودي الذكي فيخدم السلامة العامة تحديدا، وهي خدمة إنسانية لا تقل في أهميتها عن خدمة الابتكارالأول، حيث اخترع المسلم مقعدا ذكيا يمكن استخدامه لحل مشاكل السلامة المرورية، والمقعد عبارة عن جهاز يتم تركيبه في مقعد السائق بالمركبة يقوم بإصدار صوت مزعج يعلو تدريجيا كلما زادت سرعة المركبة فوق الحدود المسموح بها، وإذا استمر السائق في زيادة السرعة فإن الجهاز يتحول تلقائيا إلى أداة للتنبيه بشكل فيزيائي تتمثل في اهتزاز مقعد السائق تدريجيا بضربات مزعجة وغير مؤذية في مناطق معينة من الظهر دون تسببها في أضرار صحية. ابتكاران يؤكدان من جديد على أن الإنسان السعودي بمقدوره أن يبز غيره من المبتكرين والمخترعين في العالم متى ما منح التشجيع والفرصة وأعطي الضوء الأخضر الذي يتمكن بموجبه من إطلاق مواهبه ونبوغه ليقدم الكثير من عطاءاته لمجتمعه وللعالم، وأظن أن الأيام المقبلة تحمل في جعبتها العديد من الابتكارات والاختراعات التي سوف تظهر بأيدٍ سعودية من الجنسين، وقد ظهرت بوادرها بالفعل من خلال انتصارات وإنجازات علمية تمكن شبابنا من تحقيق نجاحات ساحقة في مجالاتها وميادينها ومضاميرها المتعددة.