في الوقت الذي ينشغل فيه ولي العهد بالعديد من القضايا والأهداف الإستراتيجية بحكم موقعه في المجالات الاقتصادية والسياسية والدفاعية والأمنية ويتابع مشروعه الكبير وهو رؤية المملكة 2030.. يظل اهتمامه بالمواطن واحتياجاته الحياتية والمعيشية، وهذا ما تنطق به مبادرات سموه الاجتماعية الهادفة لتوفير الحياة الكريمة وأسباب الاستقرار والعيش الكريم، ومنها إطلاق برنامج «سند محمد بن سلمان» الذي يشكل حلقة من العديد مما يتلوه في هذا المجال ضمن مبادرات ولي العهد لصالح المجتمع بفئاته المختلفة. وهذا التوجه ينسجم مع التحول العالمي والوطني بالبرامج الموجهة لصالح الفئات الأولى بالرعاية إلى التنمية الاجتماعية بديلا للدعم المباشر ذي الأثر الوقتي والمحدود، ويبقى المستفيد محتاجا له بين وقت وآخر، ويظهر ذلك أن المرحلة الأولى من هذا المشروع قد بدأت (بسند زواج) بهدف تمكين الشباب والشابات من تحقيق الاستقرار الأسري وحثهم على الزواج، بل ومساعدة غير القادرين منهم على الزواج وبناء الأسرة الصالحة، بل ومساعدة المتزوجين حديثا على تحقيق هذا الاستقرار المنشود. إذا لاحظنا أن هذا البرنامج يتلو ما سبقه من مبادرات أطلقها سموه، ومنها دعم الجمعيات الخيرية وتسديد ديون الغارمين وإطلاق سراحهم وتطوير المساجد التاريخية، فإننا ندرك تماما أن كثيرا من المبادرات الأخرى سوف تشهدها الساحة في سبيل الوصول إلى مجتمع مستقر آمن وتوفير العيش الكريم للمواطن والمقيم. وقد حددت هذه المبادرات معايير للاستفادة من هذا البرنامج بحيث يحقق أكبر مساهمة في توجيه الدعم لمن يستحقه، فكان الزواج الأول هو المستهدف، وكانت بعض الفئات أيضا أحق بالأولوية ومنها ذوو الشهداء والأيتام وذوو الاحتياجات الخاصة، كما أن دورات الوعي المالي التي ينبغي على المستفيد حضورها هي مظهر آخر من المظاهر الاجتماعية التي حرص عليها البرنامج بحيث يكون المستفيدون قادرين على تحقيق أهدافهم وتحسين أوضاعهم. كما أن تقديم الطلب ودراسته من خلال الوسائط الالكترونية يتيح للقائمين عليه الحصول على البيانات التي تخص المتقدمين من خلال الربط مع الجهات ذات العلاقة مما يساعد على اتخاذ القرارات المناسبة وتوجيه الدعم للحالات الأكثر استحقاقا، كما أنه أيضا لن يستثني الموظفين في كافة القطاعات من أصحاب الدخل المحدود الذين يحتاجون المساعدة للإقبال على الزواج. وإذا علمنا أن كثيرا من الجهات الخيرية ومنظمات القطاع الثالث تقدم مساعدات للمقبلين على الزواج، كما أن مراكز التنمية الأسرية المنتشرة في مناطق المملكة تقدم الاستشارات وتنظم الدورات التدريبية في الشؤون الأسرية لهؤلاء، ندرك كم هي الجهود التي تبذل في هذا المجال الذي يستحق ما يولى إليه من اهتمام، بل وما يجب أن يضاف من الجهود باعتبارها جهودا وقائية لتفادي النتائج السلبية التي يحصل العديد منها بسبب عدم إقبال الشباب والفتيات على الزواج، أو عدم إتاحة الفرصة لهم لذلك، أو بسبب عدم استقرار الزواج لأسباب مادية في معظم الأحوال. ومن الضروري الإشارة إلى أن (سند محمد بن سلمان) الخاص بالزواج هو واحد من برامج سند التي ينتظر أن تتلو هذا البرنامج مستقبلا، وتهدف جميعا إلى تحقيق أهداف الرؤية في هذا المجال، وما حرص سموه على أن تنفذ من خلال المكتب الخاص لولي العهد إلا دليل آخر على الاهتمام بتنفيذها بأفضل الطرق والمستويات التي تضمن تحقيق أهدافها، فجزى الله سموه خير الجزاء.