شاهدت مقطع فيديو، العنوان المناسب له (الواسطة)، أبطاله أربعة أشخاص، موظف يقوم بعملية فصل لأحد الموظفين، الموظف المفصول، الساعي لإعادة الموظف، وأخيرا المسؤول الذي أعاد الموظف المفصول إلى مكانه!!. بعد أن انتهيت من المشاهدة، بدأت رحلة التساؤلات، هل الموظف الذي قام بعملية الفصل لذلك الموظف كان على حق؟ أم أن الأمر فيه تجنٍ وتعسف؟.. وفي كلتا الحالتين كان لا بد من إيجاد الحل داخل أسوار الشركة، نحن أمام احتمالين: الموظف المفصول مظلوم، أو الموظف الذي أنهى خدمات الموظف على حق. نبدأ بالاحتمال الأول، على أن الموظف المفصول مظلوم، وهنا السؤال، لماذا لم يلجأ ذلك الموظف إلى القسم المختص بحماية الموظفين والدفاع عن حقوقهم من القرارات التعسفية داخل الشركة وليس خارجها للحصول على حقوقه بالقانون وليس ب(المشعاب)؟!، أما الاحتمال الآخر، بأن الموظف الذي قام بعملية الفصل كان على حق وكل ما قام به من إجراءات كانت حسب القانون، وهنا المشكلة، إذ كيف يتم إعادة موظف بالواسطة إلى عمله بعد أن تم فصله بالقانون! انتشار المقطع، فيه إحراج لمن قام بالمساعدة سواء كان الموظف مظلوما أو يستحق الفصل، فهل فكر من صور المقطع في عواقب انتشاره؟ وهل مثل هذه المواقف تتماشى مع برنامج التحول 2020 أو برنامج الرؤية 2030؟. ثقافة (نعلبو شجرة ما تضلل على عروقها) متجذرة والهدف منها مد يد العون والمساعدة لأبناء القبيلة وأبناء العمومة والأقارب وهذه الثقافة ليست معيبة أو نقيصة، ولكن كيفية ونوعية الدعم من يجعلها إيجابية أو سلبية، مثال إيجابي، شخص (الله منعم عليه) وأحب أن يكون شجرة وافرة الظلال لأبناء قبيلته أو قريته أو قرابته، فقرر أن يتلمس حوائج أبنائهم بحيث يقوم بدفع رسوم دورات للقياس أو دورات تقنية أو لغة وكل ذلك من (حر ماله) لكي يطور من مهارات وقدرات الشباب مما قد يساعدهم أثناء التقديم على أي وظيفة. أما المثال السلبي، ذلك الشخص الذي أصبح في مركز قيادي في الشركة أو في الوزارة أو أي موقع حكومي أو خاص، وجعل من أهم مواصفات ومقاييس الترقية أو قبوله للمتقدمين من عدمه صلة القرابة في السيرة الذاتية (CV) وبعد ذلك المؤهلات، مثل هذا الموظف قد يجد من يبجله ويقدره من أبناء القبيلة، حتى بعد تقاعده، ولكن ماذا عن ضميره وكيف سيتعامل مع تلك المواقف التي مرت عليه حين استبعد أهل الكفاءات الفاقدين لصلة القرابة وقرب أهل القرابات الفاقدين للمؤهلات والكفاءات؟ رجاء، لا أحد (يدرعم) ويفسر أو يؤول كلامي بغير ما ذكرت في السطور ولست مسؤولا عمن تستهويه عملية البحث والاستكشاف لما بين السطور وما تكنه الصدور! فنحن في قطار ملك الحزم وساعده الأيمن ولي العهد، قطار يسابق الزمن بكل احترافية نحو 2020 و2030 تظلنا جميعا شجرة الوطن فقط.