حذرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية من أن الاحتباس الحراري قد يكون سببا في حرب باردة جديدة. وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن تلك الظاهرة المناخية تترك آثارها السلبية على مختلف الاقتصادات في أنحاء العالم، مشيرة إلى أن ارتفاع مستويات البحار والطقس يهددان صناعات عدة. وأردف تقرير الصحيفة: تؤدي مخاطر الفيضانات إلى مشكلات بالنسبة لأصحاب المنازل وشركات التأمين على حد سواء، في حين تواجه سلاسل التوريد اضطرابا كبيرا، حيث تؤثر أنماط الطقس الجديدة على غلات المحاصيل واستقرار البنية التحتية والطلب. ونوهت بأنه رغم ذلك، فإن ذوبان القمم الجليدية سيخلق مناخا جاذبا للأعمال، حيث سيصبح قسم جديد من الكرة الأرضية بوابة لتوسيع التجارة، في إشارة إلى القطب الشمالي، ما يتيح أسواقا جديدة. وأضافت: بذلك يمكن خفض زمن الشحن من الصينوروسيا إلى أوروبا بمقدار الثلث إذا ما سافرت السفن عبر القطب الشمالي بدلاً من الطرق التقليدية في المحيطين الأطلنطي والهندي والمحيط الهادئ. وأشارت إلى أنه برغم أن التجارة عبر الجزء الشمالي من العالم قد تكون بعيدة بعض الشيء، لكن الأطراف المعنية تستعد بالفعل للدفاع عن حقها في استخدام الطريق. ونقلت عن مدير العمليات في البحرية الملكية الهولندية، الجنرال جيف آر ماك موتري قوله: لقد اشتد النشاط العسكري في القطب الشمالي في السنوات الأخيرة، مقتربا من مستويات الحرب الباردة، وتابع: إنها حرب باردة، إنها أكثر تعقيدًا بكثير مما كانت عليه من قبل. وأردفت الصحيفة تقول: كأول تجسيد للحرب الباردة، عملت البحرية الهولندية مع الجيش البريطاني في شمال المحيط الأطلنطي، وكان يتعين على المراكب الروسية عبور المنطقة للوصول من مورمانسك، وهي القاعدة البحرية الوحيدة الخالية من الجليد في البلاد، في الجنوب. وقال الجنرال موتري: إن القوات المتحالفة عادت إلى نفس المواقع التي كانت موجودة خلال الحرب الباردة، والوجود الروسي في المنطقة آخذ في التزايد، مضيفا: بما أن القمم الجليدية تذوب، فإننا نتوقع طرق شحن من روسياوالصين تدور حول القطب الشمالي في المستقبل، ما يجعل موقفنا في القطب الشمالي أكثر أهمية، حيث ستنخفض المسافة من آسيا إلى أوروبا بنحو الثلث. ومضت الصحيفة: الوجود العسكري المتزايد ليس فقط بسبب إمكانات طرق التجارة الأسرع، ولكن أيضا بسبب المخزونات الضخمة من الموارد الطبيعية التي تقع تحت السطح المتجمد حاليا. وختمت: لقد غرست روسيا بالفعل علمًا في قاع البحر أسفل القطب الشمالي، ما يثير مطالبة محل تساؤل بنفط وغاز مليارات الدولارات، والذي سيصبح الوصول إليه أكثر سهولة عندما يذوب الغطاء الجليدي.