بالأمس القريب باركنا لمنطقة الأحساء العريقة دخولها التاريخ من أوسع أبوابه، تلك المنطقة الساحرة بكل مقومات السحر والجمال والتاريخ والجذب السياحي الذي قلما يتوافر في منطقة مثلها؛ لتفردها بحضارة عريقة منذ آلاف السنين، والتي دخلت في المنظمة العالمية لليونيسكو من أوسع أبوابها إقرارا بكونها المدينة العربية للتراث العربي العريق. اليوم الفرحة لا تسعنا في أن نكررها هذه المرة أيضا وبسرور يملأ أركان هذا الكون؛ وذلك لاختيارها وبدون منازع المدينة العربية الأولى للتراث عالميا، ولم يكن هذا التكريم جزافا أو من باب الصدفة، ولكن المتعمق في تاريخ الأحساء القديم يجد ما يثري العقل والفكر والإدراك عن حضارات قديمة سادت ثم بادت وها هي تعود إليها الآن بأثواب جديدة متطورة تواكب بل تتفوق على مدن ومناطق سبقتها في عجلة التطور الحديث، فأصبحت الأحساء الفريدة من نوعها التي تجمع جمال الطبيعة في نخيلها ومياهها العذبة والتضاريس الفريدة من نوعها في تكوين جبالها وكهوفها ومناطقها الأثرية المميزة، والأحساء كونها أكبر واحة خضراء في العالم فهي تتميز بكثافة إنتاجها من التمور بكل أنواعها وغزارة الإنتاج الزراعي من حمضيات وفواكة، وهي معروفة بإنتاج الأرز الحساوي الذي يعتبر أغلى أرز في العالم، هذا بالإضافة إلى الإنتاج الحيواني ومشتقاته من ألبان ودواجن، حيث تكثر فيها مزارع الأبقار والدواجن، كما تنفرد بصناعاتها الفريدة منها التراثية وغيرها، ولا يخفى على الجميع فهي الأولى عالميا في صناعة وحياكة البشوت الغالية الثمن، إضافة إلى إنتاج وصناعة البترول الذي هو أهم مصادر الطاقة في عالمنا الحديث وترتكز عليه الكثير من الصناعات الحديثة، ففي الأحساء أكبر حقل بترولي في العالم والذي يحتوي على 25% من الاحتياطي العالمي للبترول والطاقة. نبارك للأحساء هذا الحضور المميز عالميا ونتوجه إلى حكومتنا الرشيدة إلى قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وإلى ولي عهده الأمين -أيده الله ورعاه- بإعادة إنشاء مطار دولي في الأحساء امتدادا للمطار الدولي القديم والذي أنشئ عام 1948م وكرمه جلالة المغفور له بإذن الله الملك الموحد عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- بأن كان أول قادم إليه.
