ما سر اختفاء سعد جمعة، وأين تجد نفسك الآن؟ - أنا موجود ولي جمهوري الذي يعتبر ثروتي لذلك أجد نفسي في قلوب محبي الفن الأصيل، أما عن سر اختفائي فيعود ذلك لعدم وجود شركات إنتاج فني كالفترة السابقة، التي كانت تشهد منافسة جميلة بين الفنانين، إلا أن إغلاق شركات الإنتاج تسبب في اختفاء الكثيرين. هل ما زالت الأغنية الشعبية مؤثرة ومطلوبة؟ - بكل تأكيد نعم، فكل ما يقدم في الساحة الفنية هو شعبي رغم التطور في الآلات الموسيقية، وما يطرحه الفن الشعبي هو الأصل والمثل يقول «اللي ماله أول ماله تالي»، لذلك فالأغنية الشعبية مطلوبة دائما؛ والدليل على ذلك استمرار تصاعد عدد المشاهدات للأعمال المطروحة على قناة اليوتيوب من قبل الجمهور، وهو ما يؤكد على أنهم ما زالوا يبحثون عن العمل الشعبي. ما علاقتك بالوسط الفني؟ - تربطني مع أصدقائي الفنانين علاقة جميلة ونلتقي في المناسبات، مؤخرا التقيت بأخي الفنان بدر الحبيش وأقمنا احتفالا في مدينة الأحساء حضره الجمهور المحب للفن الأصيل، علاقتي مع الحبيش ممتدة منذ أكثر من ثلاثين عاما. حدثنا عن جديدك. - قدمت أغنية جديدة طرحت على اليوتيوب بعنوان (اضغطيهم) من ألحان الدكتور سامي الخليفة وكلمات الشاعر (أنا) نالت استحسان الجمهور، كما هناك مجموعة جديدة من الأعمال سترى النور قريبا. يقال إنك مشاكس وصدامي؟ - ربما أكون مشاكسا في المجال الفني فقط، وربما يقال ذلك بسبب الأسماء الغريبة لأعمالي الغنائية التي طرحت في فترات سابقة، ولفتت أنظار الجميع، وخلقت أجواء جميلة من المنافسة مع الفنانين، الذين حاول بعضهم طرح أفكار مشابهة بطريقة جديدة، أما عن كوني صداميا فلا أعتقد ذلك. هل أنت مع برامج المسابقات الفنية؟ - كثيرة هي البرامج الخاصة بالمسابقات الفنية لكن مع الأسف لم تنجح، وأنا أعتقد بأن الإعلام لا يستطيع صناعة الفنان مهما قدم من حملات تهدف لجعل الجمهور يحب أو يقتنع باسم معين. هل عرضت عليك المشاركة في لجنة تحكيم؟ - لم يعرض علي ذلك، وبصراحة العمل بلجنة التحكيم يحتاج وقتا وارتباطا، وأنا مرتبط بأسرتي ولو كان الوقت متوافقا معي فلن أمانع بالمشاركة. ما الشيء الذي خسرته وتشعر أنه لا يعوض؟ - بصراحة أنا خسرت وظيفتي من أجل أن أتفرغ للفن، وهذا الشيء الذي لا يعوض، ولكن الحمدلله كل شيء مقدر ومكتوب. كيف تقيم تواجدك في وسائل التواصل الاجتماعي؟ - أنا متواجد في تويتر، كما أقدم جزيل الشكر لجمهوري الذي يجتهد لنشر جميع أعمالي على مواقع التواصل الاجتماعي الإنستجرام، وهناك مجموعة على الواتساب تضم نخبة من الفنانين والإعلاميين والشعراء تحت مسمى (نخبة الفن والإعلام) نطرح فيها جميع أعمالنا، وتعتبر منبرا إعلاميا يشار له بالبنان بقيادة الدكتور سامي الخليفة. هل توجد تعاونات فنية مع أسماء شابة وجديدة؟ - يوجد الكثير والكثير من الأعمال لكنها تحتاج للدعم حتى ترى النور. هل ترى أن هناك فرصا ضاعت ولم تستغلها؟ - إذا كانت فرصا في المجال الفني، فأعتقد بأن هناك أمنية لي ولزملائي الفنانين للمشاركة في المحافل الوطنية التي تقام في مملكتنا الغالية، حيث ما زلت أنتظر بطاقة دعوة للتشرف بلقاء الجمهور السعودي، وأتمنى ألا تكون فرصة مستحيلة أو ضائعة. كيف تقيم مسيرتك الفنية؟ - أرى أن مسيرتي التي امتدت لأكثر من 40 عاما مليئة بالنجاحات وحافلة بالعطاء، استطعت فيها تقديم جميع الألوان الشعبية، ولا يزال لدي الكثير من الأفكار التي تنتظر طريقها للظهور بجهود فردية. ماذا ينقص الساحة الشعبية والفنية بشكل عام، وهل ترى أن جمعيات الثقافة والفنون تقوم بدورها بشكل مناسب؟ - الساحة الشعبية ينقصها الدعم المادي وإعطاؤها المزيد من المساحة في المشاركة في الاحتفالات الموسمية والوطنية، أما بالنسبة للجمعيات ورغم كل جهودها المشكورة إلا أنها لا تزال مطالبة بأكثر من ذلك، فنحن نتطلع للمزيد في ظل هذا الحراك الفني والانتعاش الغنائي. نتمنى أن تحتضن الجمعيات الفنون الشعبية والموروث، وتستقطب الفنانين لتقديم احتفالات فنية ثرية فهي البيت الحقيقي للمبدعين. هل أنت مع فصل الفن الشعبي عن الفنون؟ - الفن الشعبي يقبل الإضافة والتجديد بشرط أن يحافظ على أصالته، لذلك لا أعتقد بأن هناك إمكانية للفصل، خصوصا أن الذائقة الفنية متنوعة، وما يعجبني أنا قد لا يعجب غيري، ولا ننسى أن الموروث الفني والشعبي لمملكتنا المترامية الأطراف متنوع ومتفرع بشكل كبير. أكثر من 40 عاما قضاها الفنان سعد جمعة في الساحة الغنائية، وقدم خلالها مجموعة من الأعمال الغنائية بأسلوب مميز يجمع (الشعبي بالعصري) ما جعله يرسخ في ذاكرة جمهوره. وفي حوار خاص مع «اليوم» كشف جمعة أنه لا يزال ينتظر بطاقة دعوة للمشاركة في المحافل الوطنية كأقل مساهمة لخدمة الوطن، خصوصا وهو من خسر وظيفته من أجل الفن.