أتاح «بيت الخير» بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 33 لزواره أمس الاطلاع على طريقة الدراسة قديما من خلال «الكتاتيب» أو المطوع أو المقري، وتتعدد الأسماء لكل منطقة اسمها المختلف، والذي يتضمن نفس الهدف وهو تعليم القرآن الكريم في المقام الأول، إضافة إلى تعليم القراءة والكتابة. وتفاعل الزوار داخل الساحات بالمشاركة في أداء بعض أدوار الطلاب في الدراسة، ومحاكاة ما كان عليه الآباء والأجداد سابقا، ويجتمع الطلاب في فناء مسجد جواثا الواقع في الناحية الشمالية من بيت الشرقية، على شكل حلقات لتلقي العلوم المختلفة على يدي الشيخ على مسامع الطلاب بعض حروف الهجاء ومن ثم يرددها الطلاب خلفه، وهكذا لمدة تقارب خمس دقائق، ثم يقوم الشيخ بسؤال الطلاب عن الحروف التي تعلموها، وفي حال عدم تمكن الطالب من الإجابة يتم عقابه بالعصا. ولقيت عروض الكتاتيب إقبالا منقطع النظير من زوار المهرجان وبخاصة الأطفال، الذين يتفاعلون معها ويرفضون الذهاب مع ذويهم إلى مشاهدة باقي فعاليات المهرجان، ويودون البقاء لمشاهدتها كونهم يعيشون تلك اللحظات ولكن بطريقة مختلفة تماما، بحيث المباني الكبيرة وطرق التعليم الحديثة التي تختلف عما كانوا عليه سابقا، إلا أن نمط التعليم متشابه من خلال ترديد الحروف والتكرار المستمر وأسئلة الأساتذة المفاجئة.