ارتبط تألق الأخضر في نهائيات كأس أمم آسيا بتألق نخبة من اللاعبين، الذين تعاقبوا على ارتداء شعاره والدفاع عن ألوانه على مدى أكثر من ثلاثة عقود مضت، ونجحوا في بلوغ نهائي البطولة ست مرات منها خمس مرات متوالية في النسخ التسع الأخيرة وتوجوا باللقب ثلاث مرات. الجيل الذهبي دشنت الكرة السعودية مرحلة النضج الكروي في النسخة الثامنة بسنغافورة عام 1984، التي تزامنت مع ولادة الجيل الذهبي المتمثل في ماجد عبدالله ويوسف خميس وصالح النعيمة وصالح خليفة ومحيسن الجمعان ومحمد عبدالجواد وشايع النفيسة وناصر المنصور، الذين نجحوا في قيادة الأخضر للتتويج بأول لقب قاري. بيليه الصحراء برز بشكل لافت خلال المشاركة الأولى الأسطورة ماجد عبدالله الملقب بعدة ألقاب منها «السهم الملتهب» و«جلاد الحراس» و«بيليه الصحراء» و«ماجدونا» و«جوهرة العرب» نظرا لموهبته الفذة وإمكاناته الكبيرة. وينتمي النجم ماجد المولود في جدة عام 1958 إلى نادي النصر العاصمي، حيث لعب في صفوفه منذ أن كان عمره 16 سنة ولمدة 22 عاما، حقق خلالها 11 بطولة محلية وقارية وسجل 533 هدفا توجته بلقب ثالث أفضل لاعب في تاريخ الكرة الآسيوية عام 2000، كما حصل على جائزة أفضل لاعب في آسيا ثلاث مرات، التي ترعاها مجلة نيوزلندية أعوام 1984 و1985 و1986، وتوج هدافا للدوري 6 مرات، كما حقق مع المنتخب، الذي لعب له 116 مباراة سجل خلالها 71 هدفا بطولة آسيا عامي 1984 و1988 وتأهل معه لأولمبياد لوس أنجلوس 1984 وقاده لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى بأمريكا 1994. ويعتبر ماجد عبدالله، الذي نال شهرة واسعة بعد هدفه التاريخي في مرمى الصين في نهائي آسيا 1984 بسنغافورة أول لاعب في العالم يحصل على لقب عميد لاعبي العالم برصيد 147 مباراة دولية، كما أنه أول لاعب عربي يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعد اختياره ضمن أفضل لاعبي وهدافي العالم من قبل الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم. ورغم اعتزاله اللعب رسميا قبل 15 عاما وتحديدا عام 1998 إلا أن الألقاب ما زالت تطارده، حيث قام جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي بتكريمه قبل نحو شهر كونه أول لاعب تمكن من تسجيل 5 أهداف في مباراة واحدة في تاريخ بطولات الخليج، إلى جانب تسليمه شهادة جينيس للأرقام القياسية نظير تسجيله في كل أوقات المباراة من الدقيقة الأولى وحتى الدقيقة 90 خلال مشواره الكروي. الإمبراطور النعيمة من اللاعبين الذين تألقوا المدافع صالح النعيمة قائد الأخضر ونادي الهلال الذي يمتاز باللعب الرجولي، وساهم في تتويج الأخضر باللقب القاري الأول في سنغافورة والثاني في قطر. اللاعب المولود عام 1957 والملقب ب«الإمبراطور» و«القيصر» شارك مع المنتخب في 4 بطولات خليجية وبطولتين آسيوية إلى جانب بعض المباريات الأخرى ولعب 99 مباراة دولية وسجل خلالها هدفين. «الكوبرا» عند الموعد ولم يخيب النجم محيسن الجمعان الملقب ب«الكوبرا» ظن المدرب الوطني خليل الزياني، الذي كان يُشكل له خيارا أول واعتمد عليه بشكل كبير في التشكيلة الأساسية رغم نحالة جسمه وصغر سنه، الذي لم يتجاوز 18 عاما في ذلك الوقت وكان عند حسن الظن عندما سجل هدف الفوز في مرمى الكويت، الذي من خلاله منح المنتخب بطاقة العبور للدور نصف النهائي. وقد لعب الجمعان المولود عام 1966 مع المنتخب 74 مباراة دولية وسجل خلالها 10 أهداف وحقق معه كأس آسيا مرتين، كما لعب مع النصر 406 مباريات وساهم في تتويج فريقه 11 بطولة محلية وخارجية. الظهير الطائر برز اللاعب محمد عبدالجواد الملقب ب«الظهير الطائر» بصورة مميزة في تلك البطولة، وكان عنصرا فعالا في تتويج الأخضر باللقب الأول. ولم يقتصر تألق قائد الأهلي المولود عام 1962 في كأس آسيا فحسب، بل قدم مستويات كبيرة في العديد من البطولات الخليجية والقارية ويعتبر أفضل ظهير أيسر قبل بزوغ نجم قائد النصر الحالي والأهلي السابق حسين عبدالغني، ولعب مع المنتخب 121 مباراة سجل خلالها 7 أهداف كان أبرزها هدفه الشهير في مرمى الكاميرون في البطولة الأفروآسيوية عام 1985 قبل أن يشارك مع المنتخب في نهائيات كأس العالم عام 1994 ويعلن بعدها اعتزاله. دماء شابة وفي بطولة 1998 بالدوحة، احتفظ المنتخب بمعظم نجومه الذين تألقوا في النسخة السابقة وانضم لهم صالح المطلق ويوسف الثنيان ويوسف جازع وفهد الهريفي، الذي حاز على النجومية المطلقة نظير تألقه اللافت ومساهمته الفاعلة في احتفاظ الأخضر بلقبه للمرة الثانية على التوالي، لا سيما أن اللاعب الملقب ب«الموسيقار» توج بلقب هداف البطولة وسجل هدفا حاسما أمام الصين قبل أن يسجل ركلة الترجيح الأخيرة، التي رجحت كفة المنتخب على نظيره الكوري الجنوبي في النهائي. وقد حصل اللاعب المولود عام 1965 على جائزة أفضل لاعب عربي عام 88 وخاض مع المنتخب 65 مباراة سجل خلالها 14 هدفا، كما أنه ساهم مع ناديه النصر في الحصول على العديد من البطولات كان أهمها بطولة السوبر الآسيوي بفضل الهدف، الذي سجله في مباراة الذهاب قبل أن يقود فريقه في بطولة العالم الأولى للأندية وسجل خلالها هدف فريقه الوحيد في مرمى ريال مدريد الإسباني. عملاق الحراسة نجح الحارس العملاق محمد الدعيع في احتكار هذا المركز بفضل ثبات مستواه وتألقه بين الخشبات الثلاث على مدى سنوات طويلة حقق خلالها العديد من البطولات مع المنتخب على المستويين الإقليمي والقاري فضلا عن التواجد في نهائيات كأس العالم ثلاث مرات. وقد خاض الدعيع المولود عام 1972 مع المنتخب 181 مباراة دولية منحته عمادة لاعبي العالم، كما لعب مع الهلال بعد انتقاله من الطائي العديد من المباريات وتوج معه بالعديد من الألقاب المحلية والخارجية فضلا عن الإنجازات الشخصية، التي كان أبرزها جائزة أفضل لاعب في كأس آسيا عامي 96 و2000 واختياره من قبل صحيفة «لوكوبيري» الإيطالية ضمن أفضل 10 حراس مرمى في العالم عام 2004. توهج الفيلسوف ولم يغب النجم البارع يوسف الثنيان الملقب ب«الفيلسوف» و«النمر» عن المشهد القاري، حيث تألق في كأس آسيا 88 وساهم في تتويج الأخضر باللقب قبل أن يساهم في تتويج المنتخب بلقب البطولة عام 96، وكان حينها قائدا للأخضر. ويمتاز اللاعب المولود عام 1963 بالسرعة والمراوغة والتصويب القوي على المرمى سواء من الكرات الثابتة أو المتحركة، كما توج أيضا مع المنتخب بلقب بطولة الخليج «مرتين»، وشارك في كأس العالم عام 1998. وقد خاض اللاعب مع المنتخب 81 مباراة دولية سجل خلالها 20 هدفا، ولعب مع فريقه الهلال 21 عاما، وقاده للعديد من البطولات المختلفة بعد أن سجل معه 125 هدفا. نجومية التمياط وفرض الفتي الذهبي نواف التمياط نفسه نجما للبطولة الثانية عشرة بلبنان عام 2000 عندما قاد المنتخب بعد كبوة البداية إلى نهائي البطولة بفضل مستوياته المميزة وأهدافه الحاسمة، التي كان أهمها الهدف الذهبي في مرمى الكويت. ورغم الموهبة التي تميز بها اللاعب المولود عام 1976 إلا أنه لم يدم طويلا في الملاعب بسبب كثرة الإصابات، التي أنهكته وأبعدته عن ممارسة اللعب لفترات طويلة. وقد حقق اللاعب مع فريقه الهلال 24 بطولة وشارك مع الأخضر في 3 كؤوس عالم، في حين حقق على المستوى الشخصي العديد من الإنجازات، التي كان أبرزها حصوله على جائزة أفضل لاعب عربي، وكذلك أفضل لاعب آسيوي عام 2000. مرحلة «القناص» وسار ياسر القحطاني على خطى التمياط وتألق بشكل لافت في النسخة الرابعة عشرة، التي استضافتها 4 دول آسيوية عام 2007، حيث نجح اللاعب المولود عام 1982 في قيادة الأخضر رفقة زملائه إلى نهائي البطولة، رغم أن الترشيحات كانت تستبعده من المنافسة نظرا لحداثة اللاعبين وقلة خبرتهم الدولية. وساهم القحطاني الملقب ب«القناص»، الذي منح جائزة أفضل لاعب في البطولة في بلوغ الأخضر للنهائي قبل خسارته أمام العراق بفضل أهدافه الأربعة، التي سجلها في أربع مباريات ليصبح الهداف التاريخي للمنتخب في نهائيات كأس آسيا برصيد 6 أهداف بعد الهدفين، اللذين سجلهما في بطولة الصين عام 2004، التي ودعها من الدور الأول. وقد لعب القحطاني مع المنتخب 112 مباراة، سجل خلالها 42 هدفا وحقق معه بطولة الخليج وبطولة التضامن الإسلامي الأولى وكأس العرب الثامنة، كما حقق مع فريقه الهلال العديد من البطولات المحلية.