الشغف مفردة من مفردات الحب والولع بالشيء كما ذكر في المعجم الوسيط، وهو يعني اصطلاحا «رغبة قوية تجاه نشاط معين يفضله الناس ويحبونه، ويجدونه مهما، ويشغلون فيه جهدهم وطاقتهم وأوقاتهم على نسق منتظم» Vallerand,2012 وهو الذي ينشأ من لحظة الشعور والاهتمام بموضوع ما ثم ينتقل إلى جعله جزءا لا يتجزأ من ممارسات التفكير إلى أن يصل إلى مرحلة صناعة الأفكار والتطبيق، وهذا هو الإبداع الذي نتوقع أن يصل إليه الطلبة الموهوبون في البرامج الإثرائية التي يتم تنفيذها لهؤلاء الطلبة. إن من أهم المعايير الأساسية لنجاح البرامج الإثرائية للموهوب هو كيف نصل به إلى مرحلة الشغف وذلك لأهمية هذه المرحلة لتعزيز قدرات الموهوب ومضاعفة إمكانياته حتى نحقق الهدف. فالوصول إلى هذه المرحلة يتطلب برامج إثرائية ذات محتوى معرفي عميق ومتنوع يتسم بالشمول والارتباط بحياته اليومية والمستقبلية والابتعاد عن تقديم هذه البرامج ككم من المعلومات والمفاهيم والحقائق فقط، وأن يكون هذا المحتوى قادرا على تحدي المستوى العقلي والمهاري للموهوب، بالإضافة إلى ذلك لابد من الاهتمام بتنمية مهارات التفكير والتركيز عند عرض المحتوى على المهارات العليا التي تساعد في زيادة فاعلية إدارة القدرات الذهنية وأن يتم التطبيق الصحيح لكل مهارة من هذه المهارات سواء أكانت إبداعية وتحليلية وتلك الناقدة منها أثناء عرض المحتوى في هذه البرامج. الوصول إلى الشغف يحتاج أيضا إلى تطوير مهارات البحث العلمي التي تجعلهم قادرين على اتباع منهج منظم في التعامل مع القضايا والأفكار والظواهر التي هي مجال شغفهم، فضلا عن تلك المهارات التعلمية التي تساعدهم على المعالجة الصحيحة للمعلومات واستخدامها في تحسين الأداء للوصول إلى المنتج المبدع. ولابد أن لا نغفل أهمية البناء السليم للمهارات الشخصية كالدافعية والمثابرة والاستقلالية وغيرها من المهارات التي تساعد على انضاج هذا الشغف. وعليه نجد أن الشغف هو الغاية التي يجب أن تسعى برامج رعاية الموهوبين إليها، وهو الوسيلة لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه البرامج، وكما يقول جون ماكسويل «الشغف خطوة نحو الإنجاز فهو يزيد قوة الإرادة وينتج الطاقة لبذل الجهد ويحول الشخص العادي إلى متميز وهو صفة تؤدي بصاحبها لتعدي الآخرين».