وافق المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة الرياض المكلف محمد بن عبدالله المرشد على تنفيذ أول برنامج من نوعه على مستوى السعودية للعناية بالطالبات الموهوبات من خلال تخصيص مدارس خاصة بهن. وأوضحت مساعدة المدير العام للشؤون التعليمية للبنات سميرة بنت محمد الشعيبي أن إدارة الموهوبات بتعليم الرياض بادرت بتخصيص أربعة مجمعات حكومية على مستوى منطقة الرياض (ابتدائي، متوسط وثانوي)، بواقع 12 مدرسة؛ لتكون مراكز لاحتضان الطالبات الموهوبات اللاتي اجتزن مقياس المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين، ضمن فصول خاصة ملحقة بهذه المدارس، يتم فيها توفير فرص تعليمية متنوعة، تتحدى قدرات الطالبات، وتساعد على نمو مواهبهن وإثراء شخصياتهن.
من جهتها، أشارت مديرة إدارة الموهوبات بتعليم الرياض الدكتورة مها فلاتة إلى أن الإدارة قامت بوضع خطة لبرامج رعاية الموهوبات في هذه المدارس، جمعت فيها بين البرامج المعتمدة من قِبل وزارة التربية والتعليم لرعاية الموهوبين وبرامج مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع في مدارس الشراكة؛ ما يجعل هذه التجربة فريدة من نوعها، ولم يتم تطبيقها في أي منطقة من مناطق السعودية.
كما أعدت الإدارة دليلاً تنظيمياً للمدارس المختصة برعاية الموهوبات، أوضحت فيه الرؤية والأهداف والإجراءات والمسؤوليات والمهام التي تساعد على وضوح الرؤية وفهم آلية العمل؛ ما يعين على تحقيق النجاح المنشود من هذه البرامج.
وأكدت أن من أهم البرامج والمناهج الإضافية التي تقدم للطالبات الموهوبات في هذه المدارس، إلى جانب المناهج الدراسية العادية، أولاً المناهج الإثرائية المتقدمة، التي تقوم على أساس تدريس وحدات إضافية غير موجودة في المناهج العادية، لكنها تمثل العمق المعرفي لموضوعات المقررات الدراسية، خاصة في مجال العلوم والرياضيات.
ثانياً البرامج الإثرائية، التي تنفَّذ وفقاً للأنموذج الإثرائي الفاعل الذي تم بناؤه استناداً إلى عدد من الدراسات العالمية. ويركز هذا الأنموذج على إيجاد تفاعل بين ثلاث ركائز أساسية، هي المحتوى العلمي المتعمق، مهارات البحث والتفكير والشخصية المؤثرة. وتقوم على أساس تدريب الطالبات على مهارات التفكير واستراتيجياته، ضمن محتوى علمي لا يرتبط بالمناهج الدراسية، تحدده المعلمة مع طالباتها.
وتابعت فلاتة بأن الطالبة تمر من خلال التحاقها بالبرامج الإثرائية بأربعة مستويات أساسية، هي مستوى الإعداد: ويتم في المرحلة الابتدائية من الصف الرابع حتى الصف السادس، وهي مرحلة تأسيسية تتلقى فيها الطالبة مجموعة من مهارات التفكير التي تنمي التفكير التقاربي والتباعدي لديها.
ومستوى التمكن، ويتم في المرحلة المتوسطة، من خلال تقديم برامج إثرائية، تتضمن برنامج (البحث المستقل IIM) بمستويَيْه الأساسي والمتقدم، وهو برنامج للتمكن من التعلم والبحث الذاتي. كما يتم في هذه المرحلة تقديم برنامج منظومة الاختراع الذي يعزز ثقافة الاختراع والابتكار لدى الطالبة. وتهدف البرامج المقدمة في هذه المرحلة إلى تهيئة الطالبة للمشاركة في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي. ومستوى القوة يتم أيضاً في المرحلة المتوسطة من خلال تقديم برامج إثرائية، تتضمن برنامج (حل المشكلات بطرق إبداعية CPS) ضمن محتوى علمي تحدده المعلمة مع طالباتها، وهو برنامج يعوّد الطالبة على الحساسية للمشكلات من حولها، وتوليد الحلول الإبداعية للتغلب عليها.
ومستوى الانطلاق، ويتم في المرحلة الثانوية، ويقدم (برنامج حل المشكلات المستقبلية بطرق إبداعية FCPS)، ضمن محتوى علمي تحدده المعلمة مع طالباتها.
وهو برنامج يوجه الطالبات للبحث عن المشكلات المتوقع حدوثها مستقبلاً، وبحث الحلول الإبداعية للتغلب عليها أو تفادي أضرارها قبل حدوثها.
ثالثاً: برنامج تعليم مهارات التفكير، وهو برنامج يعنى بتعليم الطالبات مهارات التفكير بصورة مباشرة ومستقلة عن محتوى المواد الدراسية، ويهدف إلى تنمية عقول متميزة قادرة على الابتكار والإبداع.
والرابع: البرنامج الإرشادي، الذي يتضمن العديد من الأنشطة والفعاليات التي تنمي شخصية الطالبة من جميع النواحي، وتساعدها على تحقيق التوافق النفسي داخل المدرسة وخارجها، وتنمية الثقة بالنفس، ومساعدة الطالبة على التغلب على مشكلاتها الدراسية والانفعالية، واكتشاف إمكاناتها واستثمارها لتحقيق أهدافها المستقبلية. وتم تصميم البرنامج على هيئة مستويات وفقاً للمراحل العمرية للطالبات.
وأضافت الدكتورة مها بأنه تم إعداد برنامج تدريبي للكوادر التعليمية في هذه المدارس، تنوَّع بين برامج التثقيف العام التي تستهدف منسوبات هذه المدارس كافة، والبرامج التخصصية التي تستهدف معلمات البرامج الإثرائية ومعلمات المناهج الإثرائية (العلوم والرياضيات) ومشرفاتهن التربويات، إضافة إلى برامج تدريبية لمديرات هذه المدارس.