لم يتبادر إلى ذهن المواطنة صافية القحطاني أنها ستعمل بالمجال العسكري يومًا ما، حيث إنه من المتعارف عليه اقتصار المهن العسكرية على الرجال، إلا أن عام 2013 شهد تعيينها لتصبح أول عسكرية في قطاع الجوازات، وتم تكريمها بنوط الأمن من قبل وزير الداخلية السابق، وتصدرت سلم الترقيات الشهر الماضي على جميع زملائها. » خدمة الوطن فخر تقول القحطاني: أكملت السنة الثامنة برتبة عريف، وأحمل درجتي بكالوريوس، إحداها في الدراسات الإسلامية والأخرى في إدارة الأعمال، وحينما تم الإعلان عن الوظائف العسكرية بقطاع الجوازات سارعت للتسجيل؛ كوني حديثة تخرج وأطمح لخدمة وطني والاستقلال الذاتي. وهأنا اليوم فخورة بأن أكون من الدفعة الأولى في القطاع، وتم تدريبنا على المبادئ الأساسية في نظام الجوازات وآلية خروج ودخول المسافرين وعمل التأشيرات والبصمة للوافدين، لمدة أسبوعين بمعدل 6 ساعات يومياً، ولأن الجوازات قطاع خدمي أعتقد أن الوعي بكافة الأنظمة هو ما ينقص الجمهور، والمديرية تسعى جاهدة لتوفير ذلك بكل الطرق الممكنة. كما أن لكل عمل محاسنه ومساوئه، وكوني داعمة لعمل المرأة في كافة المجالات أسوة بالرجل فلا يمكنني التركيز على العقبات وتجاهل الحسنات، حيث إن المرأة السعودية متمكنة منذ الأزل وعندما أُعطيت لها الفرصة أثبتت نفسها، وكل ما كانت تحتاجه المرأة هو الفرصة، ورؤية 2030 حققت لها ذلك. » التجربة وإثبات الذات وتقول المواطنة تمني فقيه، وتعمل في القطاع العسكري والجوازات منذ 8 سنوات: العمل العسكري أمانة ومسؤولية يجب أن نخلص فيها ونؤديها على أكمل وجه، ونلتزم بالحضور وعدم التهاون لبيئة إنتاج أفضل. وبالرغم من كوننا نساء كان يصعب علينا إقناع أسرنا بدوام الشفتات، لكني أصررت رغبة مني بأن أكون مستقلة، حيث إنني إذا لم أستقل في عمر مبكر يصعب ذلك في المستقبل، ولم أجد أي صعوبة كما كنت أتوقع، لأن لدي شغفا، وأنصح كل امرأة بأن تجرب ما تشعر بأنها ستبدع فيه، لأن التجربة خير برهان، ولا تعتمد على ما يقوله الناس، والأفضل أن تحكم هي بنفسها من خلال تجربتها. »الإخلاص وحب العمل وقالت موظفة أمن السجون الرقيب حنان الدوسري: في بداية الأمر واجهت صعوبة في الدخول إلى القطاع العسكري لأن مجالات عمل المرأة محدودة، وتقريبا محصورة على العمل كمعلمة، فاخترت الوظيفة بداية كمجرد وسيلة تدر علي المال، ولم أكن أعلم ما هي الوظيفة وطبيعتها، إلى أن دخلت المجال وتعمقت فيه أكثر وأحببته، ولو يرجع بي الزمن لاخترت نفس الوظيفة، ومن قبل لم يكن هناك تدريب بل نحصل على الخبرة من العسكريات اللاتي التحقن بالعمل قبلنا، لمدة شهر ومع مرور الوقت تطورت آلية العمل، وتم تفعيل دور العسكريات في السجون بشكل تام، وتم تأسيس مركز تطوير نسائي خاص بتطوير العسكريات، وأصبح تدريب الدفعات الجديدة في هذا المركز وتلقينا نحن القدامى دورات تطويرية من فترة إلى فترة، حيث إنه مركز متقدم جدًا يستقطب المدربين من الخارج، يتم تدريبهم على التعامل مع النزيلات، والدفاع عن النفس، وحمل الأسلحة، والزي العسكري والمشية العسكرية والكثير من الدورات التدريبية. » تخطي الصعوبات وتضيف الدوسري: المرأة السعودية أثبتت وجودها في شتى المجالات حتى في الوظائف التي كانت تقتصر على الرجل، حيث إنه في بداية دخولي القطاع العسكري كانت هناك صعوبات في الترقية وأغلب الموظفات أميات، لكن الآن أصبح للعسكريات شأن في القطاع العسكري، وأنصح كل امرأة تحصل على فرصة بدخول القطاع العسكري بأن لا تتردد وتتقدم على الفور، لأنها قادرة وتستطيع أن تبدع، فالقطاع العسكري ينمي لدينا العديد من مهارات الحياة ويصقلنا بالمهارات.