نحو التزام المملكة العربية السعودية بتحسين جودة الحياة في جميع النواحي، وتحقيق التطلعات لمستقبل زاخر بالتقدم والرفعة، كان إعلان الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عن الميزانية لعام 2019م وهي الأضخم في تاريخ المملكة التي تعتبر نقلة نوعية تجسد مدى السير الحثيث نحو إنماء مشاريع ضخمة، ورفع مستوى النمو الاقتصادي للبلاد، وتحقيق التنمية الشاملة في جميع المجالات مما ينعكس على المواطنين بالنفع وتسهيل أمور الحياة، وهذا ما اعتاده المواطن السعودي من حكومته وسياستها الحكيمة التي لا تدخر جهدا في توفير سبل راحته والسعي وراء توفير رخاء عيشه. تعتزم المملكة دوما المضي قدما في طريق الإصلاح الاقتصادي وضبط الإدارة المالية، وتعزيز الشفافية وتمكين القطاع الخاص، وكذلك الحرص على أن تكون جميع الخدمات التي تقدم للمواطنين مميزة، وذلك حسب ما جاء في كلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في جلسة مجلس الشورى، إذ أكد على أن المملكة مستمرة في التركيز على الخدمات الأساسية للمواطنين، وكذلك تطوير الخدمات الحكومية. وهذا ما يجعلنا نستشف من حديث ملك الحزم مدى حرصه على راحة المواطنين وجعلهم همه الأول، فهم يبادلون حبه واهتمامه بالمزيد من الحب والتقدير والعرفان على ما يقدمه لهم ولهذه البلاد. لقد ضخت المملكة في هذه الميزانية المزيد من الإصلاحات التي تهدف إلى تحقيق رؤية 2030، وذلك من خلال تركيزها على دعم النمو الاقتصادي، وتعزيز البيئة التحتية وإيجاد بيئة استثمارية جاذبه تساهم في توجيه الاقتصاد نحو آفاق واسعة من النمو والازدهار، إذ يبلغ الإنفاق في هذه الميزانية (تريليونا ومائة وستة مليارات) بزيادة تبلغ 7%، وهذا ما يؤكد مدى التوسع الحاصل في رحلة التطوير الداخلية للمملكة التي ستنعكس على مكانتها عالميا مما يكسبها مركزا مرموقا بين الدول العظمى التي تتسيد العالم بنفوذها الاقتصادي القوي، فالمملكة قادرة على أن تصنع من خيراتها الطبيعية واقتصادها المتسارع في النمو وثروتها البشرية الطموحة مملكة عظمى بلا شك. إذن فنحن على موعد مع سنة استثنائية لم يطل الاهتمام بها المواطن السعودي فقط، بل لفتت أنظار العالم أجمع، إذ إن المملكة وشؤونها المالية محط أنظار الجميع ومحور هام في استقرار اقتصاد المنطقة والعالم، فرغم الظروف المعاكسة في أحيان عدة والمؤامرات والحروب التي شُنت عليها إلا أنها ظلت صامدة وشامخة، تحمل طموحا يعانق القدرة وإصرارا لن يهدأ إلا بنيل المراد وتحقيق الهدف، دون أن تلتفت للأعداء أو الحاقدين الذين لم يبرحوا مكانهم منذ أن جعلوا المملكة شغلهم الشاغل فحبطت أعمالهم وارتفعت هي بطموح يلامس عنان السماء.