دائما ما تُصنف العلاقة القائمة بين السياسة والثقافة بأنهما ضدان لا يجتمعان، وأن كلا منهما يحمل تناقضا أكثر من الآخر، وذلك بسبب اختلاف طبيعة كل منهما، إلا أن صوت المملكة في الأممالمتحدة ومندوبها الدائم بنيويورك السفير عبدالله بن يحيى المعلمي أكد خلاف ذلك، حيث برهن المعلمي في المحاضرة التي ألقاها بنادي الأحساء الأدبي وحملت عنوان «صوت المملكة في الأممالمتحدة بين السياسة والثقافة» بأن جلسات المناقشات في الأممالمتحدة تشهد مساجلات حادة يستعين فيها عادة بسلاح الثقافة والأدب. واستعرض المحاضر قوة المملكة بالأممالمتحدة من خلال صوتها الذي يصدح بالحق ويرفض الباطل منذ أكثر من 70 عاما. وقال: ينطلق دور المملكة في الأممالمتحدة من القول الذي نطق به سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز أثناء توقيع ميثاق الأممالمتحدة آنذاك حينما قال: «فلنجعل الإيمان الذي قاد مؤتمرنا إلى النجاح يقود خطواتنا المستقبلية، ولنعمل على المحافظة على المبادئ التي دوناها هنا في الميثاق، ولننبذ إلى الأبد الأنانية والطمع والاضطهاد والظلم، ولنجعل من هذا الميثاق أساسا صلبا نبني عليه عالمنا الجديد الأفضل». وعن الدور الذي تلعبه الثقافة في العمل الدبلوماسي في الأممالمتحدة كشف المعلمي بأنهما يبنيان شخصية الدبلوماسي الناجح، الذي يستطيع تسخيرهما في بناء مواقفه ودعم حججه، وتوسع من نطاقاته لتعزز من شبكة معارفه واستشرافه للمستقبل في بناء مواقفه، وأكد على أن الدبلوماسية من دون ثقافة قد تصبح طنطنة جوفاء. بدوره أعرب رئيس نادي الأحساء الأدبي د. ظافر بن عبدالله الشهري، عن بالغ سعادته، بهذه المناسبة التي تأتي ضمن سلسلة من المناسبات الوطنية التي تعيشها المملكة عامة والأحساء خاصة، وتفخر بها، بدءا من الاحتفال بتجديد البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووضع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد مشروع مدينة الملك سلمان «سبارك»، واختيار الأحساء عاصمة للسياحة العربية للعام 2019م، الأمر الذي يجعل الجميع يفخرون بذلك، موجها شُكره لصوت المملكة في الأممالمتحدة السفير المعلمي، على محاضرته القيمة وتلبيته الدعوة، كما شكر مدير المحاضرة الإعلامي سبأ باهبري، الذي أجاب الدعوة بالرغم من انشغاله.