بتجديد الولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي الذي حفظ أمن أبنائه وعمل على تثبيت قواعد بنائه ليجد له مكانا مرموقا ومستحقا بين دول العالم في شتى المجالات التي لم يعجز عن خوض غمارها والسعي الحثيث لنيل الصدارة فيها، كانت أصداء رؤية 2030 قد فاقت التوقعات المحلية والدولية إذ عززت مكانة المملكة بين دول العالم من خلال ما تتضمنه من هندسة دقيقة للمستقبل وحكمة في اتخاذ القرارات مع الإصرار في التنفيذ وسباق مع الزمن لرفعة هذه البلاد في كافة مناحي الحياة الأمنية والتعليمية والصحية والاقتصادية، وذلك لتحقيق التطلعات بمجتمع حيوي واقتصاد مزدهر يقوده أبناء هذا الوطن الطموح. إن الأمثلة عن تلك المنجزات كثيرة ومتعاقبة لذا سأترك الواقع الملموس يتحدث عنها وسيوثق التاريخ ما تشهده المملكة من نمو وازدهار في استثمار كل الطاقات البشرية والطبيعية لمستقبل واعد، فالسنوات الأربع الماضية من ذلك العهد الزاخر بالعطاء تسير نحو تنمية شاملة ومستدامة، وقوة جبارة في التغلب على التحديات لبناء وطن يتفاعل مع دوره القيادي بكل حنكة وحكمة، ويستمد قوته من شعبه الذي يعتبر مضربا للمثل في الوفاء والولاء وبمثابة درعه المتين الذي لا يتوانى عن صد الهجمات عنه والذود عن حياضه. تتعاقب السنين في حكم ملك الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وتتوالى الإنجازات التي صنعت تحولا جذريا في بعض القطاعات المهمة في المملكة، والتي كان وقودها عزم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - من خلال تلك الشعلة التي أمسكها بيده منذ أن تولى ولاية العهد ولاح بها لينير الدرب ويكمل المسيرة بعزمه وحكمة والده على الصعيد الداخلي والدولي، فقد تمكنت المملكة من أن تكون عضوا فعالا في صناعة القرار العالمي، إذ تشكل عنصرا قويا في المنطقة والعالم لتمثيل الصوت العربي والإسلامي في مختلف المحافل بشتى أشكالها. لقد شهدت المملكة في الأعوام الأخيرة قفزات تنموية واقتصادية كبيرة، انعكست على البلاد بما يضمن لها تحقيق تلك الرؤية الطموحة بالشكل المخطط له وفي فترة قياسية وغير مسبوقة، فقد أصبحت المملكة محط أنظار العالم وإعجابه، ودهشة أولئك المعادين والمتربصين لها، الذين طالما حاولوا النيل منها ولكنهم خسئوا ففي كل مرة يخططون لإيقاف سير ركابها يدفعها المولى نحو الأمام ويرفعها إلى مراتب عليا لتكون حديث العالم بمنجزاتها ومخرجاتها المشرفة، لتزداد بذلك نيران حقدهم الدفين اشتعالا فتحرقهم وتنال من أمثالهم من «قطاع الطرق» الذين لن تتبدل أحوالهم ما داموا كذلك.