دور المملكة في الاقتصاد العالمي لا يمكن تجاوزه أو التقليل منه، ولذلك فإن أي تجمع يختص بالنمو والتنمية الدولية لا بد أن تكون المملكة حاضرة ومؤثرة ولها أدوارها التي تسهم في دفع أي خطط أو برامج أو مشاريع دولية، ولكثير من المعطيات فإن عضوية المملكة في مجموعة العشرين «G20» التي تعقد قمتها حاليا في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، تحت شعار «مستقبل عادل ومستدام»، هي في الواقع إضافة نوعية وكمية للجهد العالمي فيما يتعلق بذلك المستقبل التنموي العادل والمستدام. ولطالما كانت المملكة حاضرة في المشاريع الأممية التي تستهدف التنمية البشرية، ولها جهود واضحة ومؤكدة في المشاريع الإنمائية التي تعتمدها الأممالمتحدة ومنظماتها، أي أننا إمام ثقل فاعل ومؤثر وسط هذه المجموعة التي تشكل ثلثي سكان العالم، ونحو 85 % من الناتج القومي العالمي، فيما تبلغ حصة دولها 75 % من إجمالي التجارة العالمية. كان حضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الذي يترأس وفد المملكة للقمة، طاغيا وبدا واضحا حجم الاهتمام الذي يوليه العالم لقيادة المملكة والاعتراف الفعلي بجهودها وأدوارها الدولية، فلا يمكن لمثل هذا المحفل الدولي الكبير أن يتوافق على مخرجات مهمة دون أن يكون لبلادنا كلمتها وتأثيرها، فالسعودية اكتسبت عضويتها من واقع دورها الإيجابي الفاعل في تعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية، التي تؤثر بدورها في مجمل النشاط البشري والإنساني في جميع عمليات التنمية، وذلك يحدث بتوازن يراعي مصالح الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة على السواء، ما يعني مزيدا من الاحترام والتقدير الدولي للمملكة. ذلك الدور المهم في الطاقة العالمية أكده صندوق النقد الدولي، الذي أوضح في أحد تقاريره أن المملكة وهي أكبر مصادر النفط الخام، والبلد المنتج الوحيد الذي يمتلك طاقة إنتاجية فائضة ضخمة، ما يعني دورا مؤثرا في ظل عدم اليقين بشأن آفاق السوق النفطية العالمية، وبالتالي يمكن الجزم بأن العالم بحاجة ماسة للسعودية في الحفاظ على توازن الطاقة وإمداداتها وأسعارها بحدود تناسب الجميع، وذلك ما تعمل المملكة من أجله لصالح جميع المجتمعات دون مزايدات على مستقبل البشرية. وبموجب هذه الحيثيات، فإن حضور سمو الأمير محمد بن سلمان لفعاليات هذه القمة المخصصة لكبار العالم، يزيد من فاعلية مخرجاتها التي تنتهي بكل تأكيد لما فيه صالح جميع الشعوب، وبهذا المنطلق فإن سموه يمثل أملا لكل الذين ينظرون إلى المستقبل ويتطلعون لأن يكون أكثر إيجابية وتنمية، وهو كقيادة شابة لا يمثل شباب السعودية والعرب وبلاد المسلمين وحسب وإنما نموذج للقيادة العالمية الشابة التي يقع على كاهلها كثير من الآمال والطموحات التي ينبغي تحقيقها على نحو ما يتم تنفيذه في المملكة من خلال رؤية 2030 التي تشكل تحديا لبناء مستقبل أكثر استدامة وانفتاحا وقدرة على مواجهة جميع العقبات وتجاوزها، وخلق أجيال أكثر انفتاحا على المعرفة والعمل والعلم. المملكة في قمة العشرين بحضور أميرها الشاب تمثل المستقبل بكل التطلعات والآمال في الانتقال بقضايا التنمية إلى مستويات متقدمة تستوعب طموحات الشباب، وتوظف قدراتهم وطاقاتهم للتغيير والعمل على تحقيق الذات بقوة دفع من الحضور القيادي الذي يستلهم الكثير مما يعمل لأجله شباب بلادنا وأمتنا في النهضة والتطور والعمل الجماعي الناجح.