الإنسان (أو الفريق) الذي لمعت برأسه فكرة معرض «اكتفاء» في شركة أرامكو السعودية، لو كانت التماثيل حلالا لطالبنا بإقامة تمثال له. لماذا؟ لأن الفكرة عبقرية في خض وضخ النشاط في القطاع التجاري المحلي، زيادة المحتوى المحلي في مشتريات وعمليات أرامكو ستجعل الحماسة والرغبة في النمو في القطاع الخاص سلسلة مستمرة من تيار يدير تروسا ليس مصانع وشركات السوق المحلي فحسب، بل يدير تروس الأدمغة الفردية لرجال المال والصناع بوجود هذا الحافز العظيم.. «اكتفاء». صاحب الفكرة إن كان فردا، أو فريقا، أحمل له هذا الامتنان الكبير لأنه تعدى نفسه وعمله وتعدى شركته إلى المجتمع الوطني برمته فقط لينفعه. إن معرض «اكتفاء» الذي أقيم بشركة معارض الظهران الدولية، والذي قفل يومه الأخير قبل أيام قليلة، من أفخم المعارض التي حضرتها في الشرق الأوسط والعالم العربي. وقيمة ثروة المشاركات فيه بالقياس المالي وصل لأرقام فلكية، وقيمة الصفقات المتبادلة بلغت مائة مليار ريال سعودي. هل المعرض مكتمل؟ المعرض وصل لحدود بعيدة من الإتقان المذهل، إضافة إلى لمسة الضيافة الذكية جدا، في تخصيص محلات لتقديم الطعام الخفيف والمشروبات بأنواعها مجانا. والمعرض أيضا قفز في سمعة شركة معارض الظهران العريقة والوحيدة بمنطقة الدمام عالميا بمشاركة شركات من عشرات الدول. وكانت أفكار التصميم مدهشة، وصار المعرض موقعا ليس فقط لعروض الشركات، بل موقعا منمقا للمتنزهين. إلا أنني قرأت ووصلني انزعاج البعض من استخدام اللغة الإنجليزية في المحاضرات الملحقة بالمعرض، وقد أجد عذرا لأرامكو، إلا أن المنزعحين يحملون منطقا مقبولا حين يقولون: أليس الغرض من «اكتفاء» هو المحتوى المحلي؟ أليس المحليون (السعوديون) هم الفئة الأكبر في حضور تلك المحاضرات؟ أليس المكان المقام به المعرض محليا؟ فلماذا الإصرار على اللغة الإنجليزية وكل الأسباب تدعو لاستخدام اللغة العربية، وترجمة ملحقة باللغة الإنجليزية؟. ومن جانبي أقول شكرا لأرامكو على هذا الحدث الفخم لرفع المحتوى المحلي وقد وعدتم لأرامكو برفع وتطوير الأعمال المحلية وأصدقتمونا الوعد. إذن أرامكو قادرة أيضا على تعزيز اللغة العربية في ميادين الأعمال وجعلها ضمن مفهوم فلسفة المحتوى المحلي العملي. لم لا؟!