كشف الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الخميس، أن حركة النهضة وجهت له بيانا مبطنا بالتهديد، وقال: النهضة أصدرت بيانا فيه تهديد لشخصي، هل سأسمح بهذا؟ المحاكم ستنظر في الأمر. وترأس السبسي أمس اجتماعا دوريا لمجلس الأمن القومي، وكان من بين جدول أعماله النظر في ملف التنظيم السري لحزب النهضة، بعد أيام من التقاء الرئيس ممثلين عن هيئة الدفاع عن السياسيين الراحلين شكري بلعيد ومحمد البراهمي. وتتهم الهيئة النهضة بإدارة تنظيم سري مواز للدولة وباختراق المؤسسات الرسمية والتجسس على المؤسسة العسكرية والتستر على وثائق على علاقة باغتيال بلعيد والبراهمي عام 2013، في غرفة سوداء بمقر وزارة الداخلية. وقال بيان رئاسي أمس: إن المجلس -الذي حضره وزيرا الدفاع والداخلية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان وقيادات عسكرية- تداول ما ورد من معطيات قدمتها لجنة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي. وقال السبسي في تصريح نشرته الرئاسة: استمعت لهيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي، وقد أثار هذا الموضوع حساسية لدى النهضة. أنا لست في وارد النهضة ولا أحد. أعمل من أجل مصلحة تونس، ولست ضد أي أحد وكذلك النهضة. وتابع: استمعت إلى المحامين (من الهيئة) وكلامهم كان معقولا وقدموا وثائق. هل أغمض عيناي؟ ليس هناك سر، التنظيم لم يعد سريا، يبدو هذا ما أثار حفيظة النهضة. كما اتهم الرئيس حركة النهضة بتوجيه بيان مبطن بالتهديد ضده، مضيفا: النهضة أصدرت بيانا فيه تهديد لشخصي، هل سأسمح بهذا؟ المحاكم ستنظر في هذا. والعلاقات بين الرئيس وحركة النهضة ليست في أفضل أحوالها. إذ أعلن السبسي في وقت سابق نهاية التوافق مع الحزب الإسلامي، والذي كان بدأ بعد فوز حزبه «حركة نداء تونس» بانتخابات 2014. وبدأ التوتر بين الجانبين بسبب الخلاف حول حكومة يوسف الشاهد الحالية التي تلقى دعما من النهضة، بينما طالب نداء تونس بإقالتها دون أن يكون له النصاب القانوني اللازم في البرلمان. وعلقت حركة النهضة في بيان بشأن ما نشرته الرئاسة حول التنظيم السري بأنه «نقل لتهجمات باطلة وتهم زائفة تجاه حركة النهضة». و«نبهت إلى خطورة إقحام مؤسسة الرئاسة بأساليب ملتوية، بنية ضرب استقلالية القضاء وإقحامه في التجاذبات السياسية». وقال المستشار السياسي بقصر الرئاسة نورالدين بن نتيشة: إذا كان هناك موضوع يهم الأمن القومي التونسي فهذا من صميم صلاحياته (الرئيس) ومن واجبه التدقيق فيه، والنظر في الجوانب التي تؤكد أو تفند الأمر. وتابع ابن نتيشة: فرضية امتلاك حركة النهضة لجهاز سري أو محاولته اختراق الدولة، هو كلام سياسي يتم التدقيق فيه والتثبت. هناك وثائق وتسجيلات.