وجه الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- خطابا بمناسبة افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، وجاء هذا الخطاب ليطرح العديد من القضايا ذات الأهمية، مع توضيح لملامح السياسة الخارجية للمملكة وعلاقاتها بالدول على مستوى العالم، وموقف السعودية من بعض القضايا المطروحة على الساحة العالمية، فقد أكد على دعم المملكة القضية الفلسطينية من أجل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، كما أوضح استمرار الدعم والمساندة لليمن الشقيق والعمل بكل الجهد للوصول إلى الحل السلمي وفقا لقرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية، وكذلك رفض كل من يدعم الإرهاب والتطرف وإثارة الفوضى والخراب في المنطقة، كما تسعى المملكة إلى الوصول إلى حل سياسي عاجل يخرج سوريا من أزمتها، وفى إطار هذا أشاد خادم الحرمين بالتضحيات التي يقدمها جنود الوطن ليضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء في الدفاع عن العقيدة والوطن، وأكد أن شهداء الواجب دائما في ذاكرة الوطن وأن عائلاتهم محل رعايته واهتمامه دوما. وفى إطار سياق هذا الخطاب، أشار إلى أن المملكة تتمسك بقواعد وأصول الشريعة الإسلامية منهجا وعملا، ودائما وأبدا نسعى إلى التسامح والاعتدال والوسطية، وأوضح أن المواطن السعودي هو المحور والركيزة الأساسية للتنمية وأن المرأة السعودية هي شريك فاعل في التنمية، والشباب هم عماد المستقبل، ولهذا تركز الجهود التنموية على كافة البرامج والخدمات التي من شأنها إعلاء فكرة بناء الإنسان والعمل على تحقيق الأهداف الإستراتيجية لرؤى السعودية 2030 من خلال تنمية وتطوير الموارد البشرية، أيضا التأكيد على دور القطاع الخاص السعودي كشريك فاعل في التنمية، وأهمية العمل على ضبط السياسات المالية للارتقاء بمؤشرات النمو الاقتصادي. وقد أشار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى حرصه على زيارات بعض المناطق في المملكة لمتابعة المشروعات التنموية ورصد احتياجات المواطنين والعمل على توفير كافة الخدمات الصحية والتعليمية، كل هذه الجهود من أجل التوجه نحو تنمية حقيقية تستهدف المواطن السعودي بالدرجة الأولى وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. وهنا، وفى إطار هذا الخطاب، نجد هناك وضوحا للرؤية لما تتطلع إليه المملكة من أهداف إستراتيجية على مستوى السياسة الداخلية والخارجية. وبإيجاز شديد يعد هذا الخطاب تأكيدا على نهج المملكة المرتكز على العدالة والمساواة والوسطية والتسامح، وكذلك رفض المملكة كافة العمليات الإرهابية والتطرف، وحرص المملكة على المضي قدما نحو تحقيق التنمية المستدامة وبرامجها، وبذل كل الجهد من أجل رعاية وحماية المواطن السعودي وإحداث التطوير والتنمية على مستوى وطننا الغالي.