جاء الإعلان عن مشروع «وعد الشمال» على لسان وزير الطاقة السعودي المهندس خالد الفالح، والذي قال إن الملك سلمان بن عبدالعزيز سيفتتح مشروع «وعد الشمال» الاقتصادي بتكلفة 85 مليار ريال.من هنا ندرك تماما أن الوعود التنموية ليست أقوالا فقط وإنما أفعال على أرض الواقع، ومن هنا أيضا يضمن أبناء الوطن فرص عملهم الوظيفية، التي باتت تبحث عنهم قبل أن يبحثوا عنها. الفرص الوظيفية ستتناثر، وستتسم بالتميز والتنوع، والبحث عن عمل سيصنع نفسه في وعود المملكة التنموية، ليجد مواهبه وابتكاراته وإبداعاته في المشاريع التي ستنطلق من الشمال، فقطاع التعدين سيكون مفتوحا للاستثمار الأجنبي بعد طرح قانون التعدين الجديد. كما سيوفر «وعد الشمال» 10 آلاف وظيفة عند افتتاحه. وستكون هناك مجالات متنوعة تساعد الشباب على العمل، فالمدينة الصناعية ربما تحقق طموح وأحلام آلاف الشباب السعودي لما لها من تأثيرات اقتصادية جاذبة، وبيئة تنموية فاعلة. كما أن وعد الشمال هو مدينة لصناعات التعدين. وقد خصص مجلس الوزراء السعودي مساحة 290 كلم مربعا للمدينة، بالإضافة إلى 150 كلم مربعا لمشروع شركة معادن للصناعات الفوسفاتية ومشاريعها الأخرى، وبذلك يكون إجمالي المساحات المخصصة للمدينة 440 كلم مربعا. عندما نتمعن القراءة التحليلية في التفاصيل الدقيقة لوعد الشمال سنبحث عن كل الإمكانات التي تسهم في دعم روافد التنمية وتحقيق الفرص الوظيفية المناسبة، والبحث أيضا عن كل الإمكانات المتاحة التي تحفز على العمل وتتسبب في الكفاءة والجودة، دون الالتفات إلى مسميات وظيفية، وإنما إلى طبيعة عمل والقدرة على الإنتاج لاسيما أن القطاع الصناعي في المملكة مازال يبحث عن تطوير وتغيير لتحقيق رؤية المملكة 2030، فإدراكنا بالمسؤولية التامة يحقق جزءا كبيرا وهاما من العمل الاقتصادي والأداء الفاعل، كما أن استخدام أدوات العمل الصحيحة والنموذجية، سيترجم حلم وعد الشمال التنموي، الذي يتكئ على أبناء الوطن ويفتح الآفاق للعديد من الدول للاستثمار وتقوية دعائم الاقتصاد الوطني الذي يقوم على تنمية الموارد البشرية لاعتبارها رأس المال الأهم في بيئة العمل. ها هي الشمال تتحلى بأجمل ثيابها وتتزين وتتعطر لاستقبال ملكها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ليغرس التنمية والمستقبل معا لأبناء الوطن، ونرى اليوم رؤيتنا على أرض الواقع تترجم اقتصادا يحاكي التغيرات العالمية، ويواكب مستجدات العصر الحالي القائم على الفكر البشري. فعندما أعلنت المملكة عن تطور الإستراتيجيات التنموية لتحقيق استدامة، سعت إلى إحداث نقلة نوعية في تحولات وأدوات الاقتصاد العام، واليوم نرى عن قرب أمثلة حيوية تنبض وتحاكي حاضرا ومستقبلا زاهرا.