انتهت «الحفلة» التي أحيتها «شلل الأنس» وانفض السمار، وأصبحت قضية خاشقجي، رحمه الله، قضائية سعودية، بكل جوانبها وأساليبها. وأطفأت حفلة التسييس أنوارها، حتى وإن تشبث المشاؤون بالنميم، بالقضية ومحاولة إحيائها، بالاستعانة ب«المصادر التركية»، وترقية السيدة خديجة جنكيز، قيادة أوركسترا الحفلة في الوقت الضائع، بعد أن باءت جهود المهووسين المرضى بالفشل الذريع. بل إن المحتفلين قد تراشقوا بالكراسي قبيل إسدال الستار. وقد هاجم وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان، بعبارات مقذعة، لأن الوزير الفرنسي قد انتقد المتاجرة التركية والتوظيف السياسي والصخب في قضية خاشقجي، ولمح إلى أن الأدلة لدى أنقرة لا قيمة لها. بل إن «هوس» المحتفلين بلغ مدى الثمالة ومرحلة «التهيؤات»، حتى أن مذيعة صخابة في قناة هستيريا، يبدو اقتنعت أنها تملك قدرات خارقة، فرأت القناة أنه يمكن استثمار قضية خاشقجي في مسألة أخرى، هي رأس الرئيس دونالد ترامب، شخصياً وما غيره، فهو مطلوب حياً أو ميتاً، فانتدبت المذيعة الصخابة شخصياً إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لتغطية الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي بهدف قلب الطاولة على الرئيس ترامب، وعزله. في التغطية المباشرة للتصويت وبعد سيطرة الجمهوريين «الدونالد ترامبيين» في مجلس الشيوخ، تخلت المذيعة عن صخبها وبطولاتها فأخذت تتحدث بانكسار وألم وحزن، كأنما جدودها وأهلها، قد قضوا بسكتة قلبية مفاجئة، وربما قد أغمي عليها حينما أعلن ترامب أن نتيجة التصويت مثلت نجاحاً باهراً له، حتى وإن حاز الديمقراطيون أغلبية بسيطة في مجلس النواب. لا نستغرب فقد بلغ الهوس بشلل الأنس مستويات لا تصدق من الهذيان والتجني والتشفي والهستيريا المطبقة، وحولوا قضية خاشقجي إلى مسلسلات بينما تجاهلوا قضايا فقر وأمية وبطالة وأمراض وفساد وحروب عصابات تتشكل في أوطانهم تأكل الأخضر واليابس والكرامة وأجساد الناس. * وتر يعبر الدهناء والدخول واللوى وآلف واد.. وبيد وذرى شاهقات.. وخمائل واحات.. قلبه قبس من قمر السرى.. وحداء رعاة وأناشيد صبايا.. وروحه عطر خزامى الوادي الخصيب وصفاء غدير جم.. [email protected]