يعتقد البعض بأن إيران غير جاهزة لتلقي صفعة من جمعية الاتصالات المالية العالمية والتي تُعرف اختصارا «بنظام سويفت» والمعنية بتوفير شبكة موحدة للاتصالات المالية العالمية بين المؤسسات المصرفية لتسهيل التجارة العالمية، كما تؤمن الشبكة لمستخدميها السرعة في إنجاز المعاملات المصرفية والأمان في عملية نقل المعلومات عبر شبكتها بشكل سلس ودقيق في نفس الوقت، والتي جعلت من بلجيكا مقرا لها واحتضنت عبر نظامها العديد من الدول الكبرى، فإن ما يثار في الآونة الأخيرة عن عزم هذا النظام على قطع المراسلات المالية وإقصاء خدماتها عن بعض المصارف الإيرانية، قد يشل حركة إيران الاقتصادية ويعد ضربة قوية للمنظومة المصرفية الإيرانية حيث إنه أوشك على دخول حيز التنفيذ. يعيش النظام الإيراني هذه الفترة ضغطا غير مسبوق جراء حزمة من العقوبات التي أحاطته وتشكلت وفق حزمة أخرى من السياسات الإيرانية المريبة التي جعلت إيران تصل إلى طريق مسدود على خلفية استمرارها في لعب دور من شأنه أن يساعد في زعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم، وما يُثار أيضا حول دورها في ملف الصواريخ البالستية والنشاط النووي، مما يجعلها تبحث عن بديل للقيام بتعاملاتها المصرفية لدعم اقتصادها وتسيير أمور التصدير والاستيراد بشكل طبيعي ينقذ البلاد من أزمة اقتصادية قد تحصل لو لم تجد الحل السريع لذلك. بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم في طهران عام 2015م، وما ترتب عليه من عودة العقوبات على إيران التي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة، ما زالت إيران تخوض حروب الدفاع عن برنامجها الصاروخي والمضي قدما نحو سياسات عدائية في عدة ملفات بالمنطقة، وكان من ضمن ذلك ما هدد به الرئيس الإيراني حسن روحاني بإعادة تخصيب اليورانيوم على نطاق واسع، وهذا ما يجعل إيران تدخل في دوامة التخبط الذي قد يكون من شأنه زيادة وتيرة «العند السياسي» الذي تنتهجه إيران كلما شعرت بالخطر. يبقى التساؤل: من هو الرابح في العقوبات التي فُرضت على إيران؟ وما مدى جدواها وفاعليتها؟ وهل فعلا إيران ستخرق تلك العقوبات كما جاء على لسان رئيسها؟ إذ إنها تعول على عدة خيارات لمواجهة تلك العقوبات، فهناك عدة دول مثل تركيا واليابان قد أعفيت من هذه العقوبات وتشكل سوقا هامة للنفط مما يسمح لها بالاستمرار في التعامل مع إيران دون أن تخسر الود الأمريكي، أسئلة كثيرة تجعل من المشهد السياسي ساحة للتخمينات التي قد تجعل هذه العقوبات إما طيشا أمريكيا، كما يقال أو يوما مجيدا قد ينشر الاستقرار في المنطقة بغض النظر عما قد يحدث داخل البيت الإيراني.