تلجأ بعض السيدات اللاتي لم يكتب الله لهن الإنجاب، إلى احتضان الأطفال (مجهولي الأبوين) ليستشعرن معنى الأمومة، وقد بلغت طلبات الاحتضان في عام 2018 ، 1700 طلب، بينما بلغت في عام 2017 ، 1052 طلبا، وتم احتضان 350 طفلا على مستوى المملكة لدى أسر سعودية بعد إتمام الإرضاع وفقا لإحصاءات جمعية الوداد وتعنى جمعية الوداد برعاية الأطفال مجهولي الأبوين دون عمر السنتين، وذلك عن طريق إسناد كفالتهم إلى أسر سعودية كريمة تحتضنهم بشرط الإرضاع حيث تتكفل الجمعية بإيواء كل الأطفال مجهولي الأبوين في مناطق المملكة وتشرف على انتقاء الأسر المطابقة للشروط مع الإشراف على الإرضاع واستخراج صك شرعي من المحكمة لإثبات القرابة بالإرضاع وتقوم بالزيارات المتابعة للأسر الحاضنة للطفل بشكل دوري أو مفاجئ منذ الاحتضان إلى أن يبلغ الطفل سن 18 سنة كما تدرب الأسرة على التربية النموذجية وتتأكد من سلامة الطفل داخل الأسرة. » معدلات قياسية وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية الوداد الدكتور حسين بحري ان الجمعية تهدف لرفع معدل الرغبة في الاحتضان إلى معدلات قياسية، والعمل على شروع تحفيز إدرار اللبن وبالتالي تحقيق شرط الإرضاع لدى الأسر العقيمة وقد حفزت لأكثر من 40 سيدة بنجاح، وأيضا تسليط الضوء على القضية بمجملها، بالإضافة إلى تغطيتها لكافة مناطق المملكة. وأضاف د. بحري أن عدد الاحتضان مرتبط بعدد الأطفال الموجودين والمتاحين في الجمعية على مستوى مدن المملكة والذي كان قليل مقارنة بطالبي الاحتضان وعددهم 1700 طلب وتطرق لشروط الإحتضان وهي أن تكون الأسرة سعودية الجنسية ومناسبة من جميع النواحي الاجتماعية والنفسية والمالية، والعمرية وأن تجتاز المقابلات والفحوصات الطبية والنفسية. » شرط أساسي وأوضح أن الجمعية وضعت شرط الإرضاع كشرط أساسي لتحقيق التواجد الشرعي للطفل بعد وصوله سن البلوع داخل الأسرة. وأشار إلى أن الحل الأنسب للأسر العقيمة أو التي لا يوجد لديها لبن للإرضاع أنه يمكن ترتيب الإرضاع عن طريق الأقرباء من الدرجة الأولى وهناك طرق محفزة لإدرار اللبن وذلك بمراجعة الأسرة للمراكز الخاصة بالرضاعة الطبيعية وقد حققت الجمعية نجاحا وتم تحفيز اللبن في أكثر من 40 سيدة. وأشار إلى أن هناك فتوى من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم «947» وتاريخ 9/7/ 1431ه، بجواز تحفيز إدرار اللبن وأن الأم المرضعة تصبح أما له في الرضاعة إذا قامت بإرضاع الطفل خمس رضعات مشبعات.وحول أبرز المشاكل التي تواجه الجمعية في موضوع الاحتضان أشار د.بحري إلى أن هناك تحديات أهمها البحث عن أسر تستطيع احتضان الأطفال ذوي الإعاقة أو المصابين بأمراض وبائية كالإيدز والكبد الوبائي، بالإضافة إلى اهتمام الجمعية بالقضية بمجملها وطرح مشاريع تساهم في التخفيف من المشكلة وتحقيق معالجة لمفرزاتها بطرق حضارية وضوابط شرعية. » غريزة الأمومة وتحدثت المستشارة النفسية والأسرية سحر رجب عن الحالة العاطفية للسيدة التي لم تنجب ولجأت إلى التبني حيث إنها قد أشبعت غريزة الأمومة لديها لكون العاطفة الجياشة قد مُلئت، وأن التبني قد غطى احتياجات الأم والطفل الذي يجد منها الحنان والحب والرعاية، فهذا ما يحتاجه أي طفل في العالم، بل أحيانا تكون العاطفة والاهتمام والحب أكبر. وأضافت إن هناك حالات أشرفت عليها حيث كانت الأم عقيما وأصبح التبني هو الحل أمامها الذي أغناها عن التفكير في مشكلة العقم، وهناك حالات لديها مشاكل في الإنجاب وعند تبنيهم خفت الرغبة في الإنجاب لكن ظل بصيص أمل لديهم بالمحاولة، لكن لا تقارن بالسابق. » جو أسرى وأوضح الباحث الاجتماعي د. إبراهيم الصيخان أن سبب الزيادة في الطلب هو وعي الناس بالقيمة الاجتماعية والدينية التي تضاف للأسرة المتبنية، وهذا شيء إيجابي حتى يعيش الطفل والطفلة في جو أسري طبيعي وقالت طبيبة الرعاية النفسية د. ميساء الدليقان سابقا: كان هناك وصمة اجتماعية سيئة بخصوص من يتبنى وحتى الطفل المتبنى، أما الآن مع الانفتاح بشكل أوسع ووضوح المعلومات الذي ساهم في زيادة مستوى الثقافة للناس وبالتالي زاد الوعي بأهمية هذا الشيء الذي يعود بالفائدة على الأسرة طالبة التبني وعلى الطفل المتبنى وعلى المجتمع ككل.