طالبت الحكومة الصينيةالولاياتالمتحدة بسحب عقوبات جديدة فرضتها الاسبوع الماضي على الجيش الصيني؛ بسبب شرائه مقاتلات وانظمة صواريخ روسية، ودعتها لتصحح هذا الخطأ أو «تتحمل مسؤولية العواقب». مثل هذه العبارات «الخشنة» لم يسبق للصينيين استخدامها في علاقتهم مع الامريكيين. وكانت ادارة الرئيس ترامب قد فرضت عقوبات مشددة على روسيا وعلى مَنْ يخرق هذه العقوبات بعد اتهامها بالتدخل في الانتخابات الأمريكية عام 2016. » تصحيح الخطأ وأشارت «ذا تليجراف» في تقرير لها إلى ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينج شوانج، قال للصحفيين: نحث بشدة الجانب الأمريكي على تصحيح الخطأ على الفور، وإلغاء ما يسمى بالعقوبات، وإلا فإنه سيتحمّل المسؤولية. واوضح شوانج ان الصين لديها تعاون وتبادلات عسكرية «طبيعية» مع روسيا تهدف لحماية السلام والاستقرار الاقليميين، ولا يتعارض ذلك مع القانون الدولي ولا يستهدف اي طرف ثالث، واضاف في تحدٍ واضح للعقوبات الامريكية: ان الصين ستواصل العمل مع روسيا لتعزيز التعاون الاستراتيجى على اعلى مستوى. الصين أتبعت القول بالعمل فألغت محادثات تجارية مجدولة مسبقا مع الولاياتالمتحدة، ولن ترسل حسب انباء غير رسمية نائب رئيس مجلس الدولة ليو هذا الاسبوع إلى واشنطن، كما استدعت الخارجية الصينية السبت السفير الامريكي لإبلاغه اعتراضها. » مخاشنة صينية المخاشنة الصينية اعتبرت نقلة متقدمة على مستوى صراع القمة، وردا غير متوقع على اعلان الخارجية الامريكية الخميس بأنها ستفرض عقوبات على مؤسسة تطوير المعدات في الصين، والفرع العسكري المسؤول عن الاسلحة والمعدات ومديرها لاقدامهم على التعامل مع شركة «روسوبورون اكسبورت» اكبر مصدر روسي للاسلحة. واوضح الامريكيون ان العقوبات متعلقة بشراء الصين عشر طائرات روسية مقاتلة من طراز سوخوي 35 عام 2017 ومنظومة الدفاع «إس 400» هذا العام، وفرضوا حظرا على الوكالة الصينية وعلى مديرها، ووضعتهم على قائمة تمنع الامريكيين من ممارسة اي اعمال معهم، بالاضافة الى 33 شخصًا وكيانًا روسيا وضعتهم على قائمة سوداء لاقامتهم علاقة بالجيش والمخابرات الروسية بموجب قانون امريكي صدر عام 2017 يُعرف بقانون مكافحة خصوم أمريكا عن طريق العقوبات. » استراتيجية قمع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتبع استراتيجيات تستهدف قمع الصين وتتعرض لضغوط داخلية متزايدة تطالبها بالرد بقوة بناء على تقارير المخابرات الأمريكية، التي تفيد بأن روسيا تواصل التدخل في السياسة الداخلية. ويأمل مسؤولو ادارته ابلاغ رسالة واضحة -عبر معاقبة بكين- الى بلدان اخرى قد تفكر في شراء صواريخ اس 400 الروسية الصنع، ومنها تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، التي ترغب في شراء بطاريات منظومة الصواريخ أرض جو من طراز اس 400. وكانت واشنطن قد اعربت صراحة عن قلقها من أن يشكل شراء أنقرة لهذا النوع من الصواريخ ونشرها خطرا على أمن بعض الأسلحة الأمريكية الصنع وغيرها من التقنيات، التي تستخدمها تركيا بما فيها الطائرات المقاتلة من طراز اف 35 وقد يتعارض مع قانون مكافحة خصوم أمريكا.