فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يخوضان مواجهة حول مستقبل اوروبا الأيديولوجي. اوربان قال في حديث له امام قمة زعماء الاتحاد الأوروبي الفصلية الاخيرة: إن مصير أوروبا سيحسمه الصراع بين دعاة القومية (الشعبويين) ودعاة الوحدة. اثار هذا الاسلوب فيما يبدو غضب كبار المسؤولين الفرنسيين، ولكنه في رأي المراقبين ليس جديدا ولا يخرج عن لغة ونمط أوربان المتسم بالمصادمة ويعمل من خلاله على تشكيل تحالفات شعبوية عبر أوروبا في محاولة لتفكيك مؤسسات الاتحاد الليبرالية. » اتهام مجري وبحسب «ذا تليجراف»، أوربان المتهم بتشجيع معاداة السامية ووسائل الإعلام الحرة والقيم الليبرالية واثارة البلبلة في الجامعات الاوروبية شن هجوما حادا على البرلمان الاوروبي من فوق منصته واتهمه «بابتزاز» بلاده، وقال مخاطبا ممثلي الدول الاعضاء: ستحمي المجر حدودها وتوقف الهجرة غير الشرعية، وإذا لزم الأمر سنقف في وجهكم، ثم هدد بالعودة لتسليط الانظار على قضية الهجرة، التي تعززت المشاعر السياسية القومية والعدائية ضدها في مختلف أنحاء أوروبا. هذه المصادمة الحادة حسب الخبراء والمختصين في الشؤون الاوروبية تشكل بداية لفتح الباب امام صراع قادم لتحديد مستقبل اوروبا، حيث يصطف الشعبويون (القوميون) من امثال اوربان ووزير داخلية ايطاليا ماتيو سالفيني في مواجهة دعاة «اوروبا موحدة» بقيادة ماكرون والقوى الليبرالية. » انشقاق أوروبي ماكرون لم ينف وجود هذا الانشقاق في اوروبا، ووصفه بأنه «قومي - شعبوي - تقدمي»، معلنا قبوله التحدي، وقال: لن أعطي شبرًا للقوميين، ولمَنْ يدافعون عن خطاب الكراهية، وإذا أرادا أن يرياني معارضا رئيسا لهما فهما على حق في ذلك. ما يزعج انصار الوحدة والقيم الليبرالية في اوروبا أن اليمين المتطرف يسعى لتقويض مؤسسات الاتحاد ويحاول السيطرة على موجهات السياسة من الداخل. يشار الى ان ماكرون واوربان يعبران عن وجهتي نظر مختلفتين بشأن مستقبل اوروبا، فبينما تدعم باريس فكرة بقاء «أوروبا موحدة»، تدافع بودابست عن اتخاذ كل دولة ما تراه من سياسات ولو لم تتفق من جيرانها. في الوقت الذي ينظر دعاة الاوروبية إلى الانتخابات البرلمانية القادمة باعتبارها فرصة رئيسة لتعزيز تكامل ووحدة الأوروبيين، يرى معارضهم من امثال اوربان وسالفيني أنها فرصتهم لتوسيع نفوذهم واستعادة سيادة الدول الأعضاء من قبضة الاتحاد.