دعت الأممالمتحدة لنقل المدنيين السوريين المتحصنين في إدلب، والتي يسيطر عليها المتمردون، إلى مناطق تحت سيطرة النظام خوفا من هجوم عسكري من المحتمل أن تشنه قوات الأسد على المدينة. وطالب مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا بالتريث في أي عملية عسكرية يخطط لها، وفتح ممر آمن لعبور المدنيين تحت إشراف الأممالمتحدة، وعبر دي مستورا عن مخاوفه من عاصفة كاملة لها تأثير مدمر على ما يقرب من 3 ملايين شخص، نصفهم من أماكن أخرى في سوريا، محاصرون في منطقة إدلب التي يسيطرعليها المتمردون. ونقلت صحيفة «واشنطن تايمز» تصريحات دي ميستورا للصحفيين عن خطة الإجلاء التي تعد فى مراحلها الأولية، وستحتاج لمناقشتها مع لاعبين محليين وإقليميين، وقال دي ميستورا: ليس هناك خيار أمام المدنيين سوى الذهاب إلى تركيا، كي لا يكونوا في سعير القتال، وأعربت روسيا عن انفتاحها على الفكرة. ويعكس اقتراح الإخلاء المخاوف المتزايدة من إمكانية أن تصبح إدلب موقعا لأحدث كارثة إنسانية، في بلد واجه العديد من الكوارث خلال الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من أربعمائة ألف شخص، ودفعت أكثر من 5.5 مليون إلى الفرار للخارج. وصرح دي مستورا أن الاقتراح سيكون تدبيرا مؤقتا، ويمكن للناس العودة إلى أماكنهم الخاصة، دون مساس حال انتهاء القتال. وفي ذات السياق، وصف المتحدث باسم وفد المعارضة السورية أحمد رمضان المحادثات التي أجرتها الأممالمتحدة واقتراح دي مستورا بأنه غير واقعي، مضيفا: إنه أمر مؤسف للغاية، منوها أن دور المبعوث الأممي ليس الدعوة لفتح ممر إنساني، بل دعوة روسيا لوقف العدوان. وإدلب هي الملاذ الأخير المتبقي للمعارضة السورية منذ أن بدأت قوات النظام في الاستيلاء على الأراضي من المتمردين بداية من عام 2015، وأنهكت الحرب البلاد منذ اندلاع المظاهرات ضد نظام الأسد في عام 2011. وفي إدلب نفسها، اعتقل المتشددون أكثر من 500 شخص اتهموا بمحاولة التفاوض مع النظام في الأسابيع الأخيرة، وفقا لرامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري. وتحدث دي مستورا مضحا أن عشرة آلاف من المقاتلين المرتبطين بالقاعدة وعائلاتهم يقيمون في مدينة إدلب المكتظة بالسكان، والتي تأوي 2.9 مليون والعديد منهم نزح بالفعل. وبعد تسع جولات من المفاوضات غير المثمرة بين نظام بشار الأسد والمعارضة، ركز دي ميستورا مؤخرا جهوده على إجراء مباحثات مع ما يسمى ضامني عملية السلام روسياوتركياوإيران. وفي هذا الإطار أكد دي مستورا أنه لا يملك معلومات عن هجوم وشيك على إدلب، لكنه أشار إلى التجمعات العسكرية، ورسائل الإنذار بين الجانبين في سوريا بالإضافة للتحذيرات والتحذيرات المضادة بين الولاياتالمتحدةوروسيا. المبعوث الأممي دي ميستورا أشار إلى الحاجة للحد من خطر التصعيد غير المتوقع، قائلا: بالتأكيد ننظر بقلق حول أي استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية أو أي نوع آخر مثل غاز الكلور. كانت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا قد حذرت من أنها سترد على أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا، وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تشارك في محادثات مع إيرانوروسيا لتجنب كارثة إنسانية في إدلب، ومن المقرر أن يجتمع قادة إيرانوتركياوروسيا في تبريز لمناقشة الأزمة المتصاعدة.