الذات عملية مستمرة في التعلم والاقتباس من المحيط الخارجي لينمي الشخص مهاراته، ويكتسب سلوكيات ومهارات جديدة تساعده في الوصول إلى هدفه المنشود، ويتم تطوير الذات من خلال دراسة كافة المواقف التي يتعرض لها الشخص أثناء حياته، وأخذ الفائدة منها، ويعتبر تطوير الذات نوعا من النمو والتغيير يخطط له الشخص ويرسمه وفق أهداف محددة بحيث يجعل حياته متجددة ومليئة بالحيوية والنشاط. ويسعى الإنسان باستمرار لتطوير ذاته ومنح حياته نوعا من التجديد والتغيير، ولتطوير الذات أهمية كبيرة ينعكس تأثيرها على الشخص والمجتمع، وذلك لأن تطوير الشخص لذاته سيمنحنا مجتمعا متحضرا ومتقدما وراقيا، في حال قام أفراده بتطوير ذواتهم. كما أن تطوير الذات سيجعل الشخص يفكر في تغيير الواقع نحو الأفضل، ويجعل الشخص ينمي أحلامه بشكل مستمر فلا تقف عند حد معين. ويلعب تطوير الذات دورا كبيرا في خلق روح التنافس بين الأشخاص فكل شخص يسعى لتحقيق الأفضل، ويتم هذا الأمر من خلال التنافس الشريف في تقديم الأفكار والأعمال الإبداعية، والتي يسعى كل شخص من خلالها لتحقيق النجاح. وبفضل تطوير ذاتك ستصبح عنصرا فعالا في المجتمع فتطوير الذات يعرفك على نقاط قوتك وضعفك، فتعمل على تعزيز نقاط القوة، وتلافي نقاط الضعف، كما أنه يجعلك قادرا على تحقيق أهدافك. لكن قد توجد بعض العقبات التي تواجهك في رحلتك نحو تطوير ذاتك، فعليك التعامل معها بحذر لكي تتخطاها بنجاح، ومن هذه العقبات: 1- فقدانك الرغبة في استكمال حلمك: ويعود سبب ذلك الى إقناع نفسك بعجزك عن تحقيق حلمك، ونظرتك للأمور بتكبر وتعالٍ وكأنك ختمت العلم ولا يوجد هناك شيء تتعلمه، فأنت بنظر نفسك أعلم الناس. 2- عدم امتلاكك القدرة على الاستمرار: عندما يرى الشخص نفسه أنه غير قادر على الاستمرار في طريق هدفه، فيجب عليه عدم اليأس وإعادة النظر في المعطيات والبحث عن الأشياء التي تجعله يستمر في تحقيق أحلامه. ولتطوير الذات أساليب متعددة نذكر منها: 1- الإدراك: هو عملية عقلية من خلالها يتعرف الإنسان على عالمه الخارجي، فهو عبارة عن عملية تلقي وتفسير واختيار وتنظيم المعلومات الحسية، وإن حدوث الإدراك يستلزم وجود مثير له معنى، وأن تصدر الاستجابة من الشخص من خلال الاعتماد على خبراته السابقة، وللإدراك دور مهم في تحويل الأمور السلبية إلى أمور إيجابية. 2- الدراسة والتدريب المستمر: إن الدراسة هي الأساس في عمليات التعلم، فلا يستطيع أي شخص في هذا العالم اكتساب الخبرات والمهارات من دون أن يقوم بدراستها، واكتساب مهاراتها، ويجب على الشخص الاستمرار في تدريب ذاته لأن عملية تطوير الإنسان لنفسه تبقى مستمرة ويجب ألا يتوقف عن التدريب مهما كانت الظروف. 3- تطوير السلوكيات: يجب عليك أن تطور سلوكك بشكل مستمر من خلال الاستفادة من تصرفات الآخرين، فعليك مراقبة ردة فعلهم في مختلف الظروف، وملاحظة التغييرات التي تظهر عليهم. وعند قيامك بتحليل ذاتك فعليك أن تكون صريحا مع نفسك ولا تجاملها وبهذا تستطيع تغيير السلوك السلبي وتحويله إلى سلوك إيجابي. وفي الختام يبقى تطوير الإنسان لذاته من الأمور المهمة في هذه الحياة، ليكون الإنسان ذا نفع للمجتمع الذي يحيا فيه وعنصرا من عناصر تطويره وتقدمه.