في حياتنا ووددنا ان تكون حلماً وليس يقظة، ما نشهده الان من معاناة وتغييرات للانسان المعاصر في كافة المجتمعات وبسببها أصبحنا نعيش بين الهاتف الجوال والكاميرا ووسائل التواصل الاجتماعي، جعلنا نترك بعضا من أصالتنا وعاداتنا وتقاليدنا المحلية، الكثير من الاصدقاء والاقارب والاهل والكبار والصغار يجتمعون في الاماكن العامة او الزيارات العائلية ونجد كل واحد منهم في وادٍ منشغلين بالهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي. لا يتبادلون اطراف الحديث ولا يتحدثون في خبر او في اي شأن من شؤون الحياة حتى اثناء تناول الطعام يجلسون والهواتف الذكية تسبقهم للتواصل مع المواقع والاصدقاء الافتراضيين او مع الذين تفصل بينهم مسافات بعيدة. اصبح التواصل بالأجهزة الذكية ادمانا، فغيرت حياتنا الاجتماعية والاواصر والعلاقات الاجتماعية ومزقت شمل الاسرة وتآلفها. اصبحت الاسر الان في تشتت وتمزق فضلا عن التغيرات التي لحقت بالقيم الانسانية جعلت الفرد منا يعيش في وحدة وعزلة، والشعور بالوحدة من أصعب المشاعر على الانسان وبالإمكان أن يكون لديك الكثير من الاصدقاء والاقارب والمعارف وبالرغم من ذلك يعيش الانسان في عزلة ويشعر بأنه وحيد، ومن هنا يكون الخطر الحقيقي على صحة الانسان، وقد يزيد من فرصة اصابة الشخص بمجموعة من الامراض منها غياب قدرة الشخص على التواصل مع مجتمعه ورغبة الانسان بالعيش منفردا بعيدا عن الناس. كذلك فقدان القدرة على التعامل قد يصل الامر احيانا الى ملازمة البيت لفترات طويلة والإحجام عن التواصل مع اي شخص سواء كان من الاسرة او الاصدقاء، كما يفشل في اقامة اي علاقة اجتماعية. والوحدة غالبا تبدأ بالإرادة وبعدها تصبح لا ارادية بسبب الوقت الطويل الذى ينفرد فيه بالعزلة عن باقى البشر فيتعود على الوحدة. ومن الاسباب الاساسية للشعور بالوحدة أنك تشعر من اقرب الناس انك شخص غير مرغوب فيه أو أن الناس غير سعداء بوجودك. الحقيقة التى وددنا ان تكون أحلاماً في مجتمعاتنا العربية ولا تصبح موجودة الا بنسب قليلة، هى مرض الوحدة والعزلة لأننا نختلف عن المجتمعات الاوروبية ولا نجعل الاجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي تؤثر في قيمنا الاسلامية وأخلاقنا الاسلامية وروابطنا الاجتماعية.ولان الوحدة مرض خطير، قررت الحكومة البريطانية تكليف وزيرة تتولى مسؤولية التعامل مع هذه المشكلة وهو مرض الوحدة. وذكرت الوزيرة البريطانية أن هناك تسعة ملايين شخص يعانون الوحدة ومشاكلها. أصبحت المجتمعات تعاني مشاكل التطور السريع في مجال الانترنت والاجهزة الذكية والتأثيرات السلبية الذى نتج من طول فترات استخدام هذا الوسائل والاجهزة جعلت الانسان يعيش منعزلا عن مجتمعه الواقعي. الانسان بفطرته اجتماعي يميل للعيش مع جماعته يحتاج الى الرعاية والاهتمام والحوار ومشاركة الاخرين والاندماج في المجتمع بعيدا عن الوحدة أو الانعزال وخاصة كبار السن الذين يعانون أمراضا صحية أو نفسية يحتاجون الى التواصل معهم ويساعدهم ذلك على العلاج. يجب علينا نشر الوعى بمخاطر الوحدة أو العزلة وبمشاركة جميع مؤسسات الدولة ودور الاعلام في التوعية والاثار التى سوف تعود على المجتمع فليست اقل أهمية من الحياة الاقتصادية والسياسية.