المكتبات العامة جدران تنطق بالثقافة وأرفف مكتظة بحصاد السنين، مازالت صامدة تقاوم تحولات العصر الرقمي وتتجه إلى رسم طرق أكثر جذبًا وفاعلية لضمان البقاء والارتياد، ولتسليط الضوء على بعض مناشط المكتبات العامة وأبرز ما تقدمه من فعاليات من شأنها أن تثري العقول وتوسع مدارك مختلف الأجيال، التقت «اليوم» بمدير المكتبة العامة بالأحساء، محمد الشغب، الذي كشف عما تشهده المكتبة من تطورات. * رغم التحولات الرقمية وتوجه العالم للتقنية ووسائل الاتصال الإلكتروني هل مازالت المكتبة لها رواد؟ - بالتأكيد للمكتبة العامة بالأحساء رواد من مختلف الفئات العمرية والمستويات التعليمية والثقافية والاجتماعية. * المكتبة العامة أصبحت تلجأ إلى المناسبات الثقافية وإحياء الأماسي والمحاضرات.. فهل هذا توجه للانعاش بعد أن اختلفت حيثيات القراءة واستعمال الكتب؟ - تلجأ المكتبات العامة لتنظيم المناسبات الثقافية لما لها من أثر على مسيرة الحركة المعرفية التي تعتبر ركيزة أساسية من ركائز إنشائها، أما بالنسبة للأمسيات والمحاضرات والدورات والورش، فهي عبارة عن تنويع وتعدد للوسائل المتاحة لايصال المعلومة للمستفيدين لإحياء الدور التوعوي والتثقيفي والمعرفي للمجتمع. نعم هناك اختلاف كبير في حيثيات القراءة واستعمال الكتب مع التطور الهائل والكبير الذي نعيشه جميعًا في ظل التكنولوجيا وثورة المعلومات والانترنت، حيث أصبحنا نستطيع أن نحصل على المعلومات المطلوبة بأيسر وأسهل الطرق، ولكن هذا لا يعني الاستغناء عن الكتاب بشكله المادي الذي يبقى المصدر الرئيس للمعلومة الموثقة حتى مع وجود هذه الثورة التكنولوجية والمعلوماتية والشبكات العنكبوتية «الانترنت». * هل اختلفت صياغة الأهداف للمكتبات العامة بحيث تكون أكثر مواكبة لما نعيشه حاليًا من عولمة وانفتاح؟ - بالتأكيد لكل زمان وسائل وأساليب مؤثرة ومجدية قد تؤثر على وسائل أخرى، إلا أن ذلك لا يعني الإلغاء لدور المكتبة التي ما زال تأثيرها مهمًا من خلال أهدافها الرئيسية (التثقيف - التعليم - الترويح). * هل رواد المكتبة أصبحوا من طلاب الدراسات والبحوث في الجامعات أم يتنوع المتلقي؟ - روادها من مختلف الفئات العمرية ومن مختلف المستويات التعليمية والثقافية ومن ضمنهم طلاب الدراسات والبحوث في الجامعات الذين لا يستغنون عن نهل المعارف من المصادر المتنوعة دون استثناء. * هل تغيرت أنواع الكتب على أرفف المكتبة؟ - بالتأكيد، فالعلم في نمو وتطور مستمر، وكل ما يطرأ على الساحة العلمية والثقافية من جديد للمكتبة نصيب منه بمختلف أنواع المصادر من كتب ودوريات ومجلات حديثة، إضافة لدخول المصادر الالكترونية التي تشمل الأقراص المدمجة والكتب الالكترونية. * ماذا عن طموحاتكم المستقبلية لاستمرارية تداول الكتب، خصوصا مع وصف البعض للمكتبات بالرتابة التقليدية؟ - طموح العاملين في قطاع المكتبات والمهتمين بالشأن الثقافي لا يتوقف عند حد معين لجعل الكتاب نزهة القراء والاهتمام به من جميع النواحي، ونحن نوجه دعوة لمن يصف المكتبات فقد يكون حديثهم عن تلك المكتبات غير المتخصصة، لذلك ندعوهم لزيارة المكتبة العامة والتي سيجدون فيها ما يرضيهم بإذن الله ويحقق طموحاتهم، فلدينا أمناء مكتبات متخصصون لتقديم المشورة والتوجيه إلى مراكز المعلومات للحصول على ما يبحثون عنه. * ما أبرز ما تم إنجازه حتى الآن؟ - هناك إنجازات عديدة منها قاعدة تحوي أسماء المهتمين بالشأن الثقافي تحت مسمى (أصدقاء المكتبة) في وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء مقهى القراءة الذي يستضيف المؤلفين والكتاب لمناقشة كتبهم مع قرائهم في جلسة حوارية بشكل دوري، وعقد شراكات مجتمعية وإقامة أنشطتهم سواء في مقر المكتبة أو خارجها، إضافة لتبني وعقد ورش عمل. * وما خططكم وأعمالكم المستقبلية؟ - هناك تركيز على التوسع والانتشار في المحافل الثقافية لاشراك المجتمع وإبراز الدور الثقافي والتعليمي والمعرفي للمكتبة العامة التي ما زالت تثبت يومًا بعد يوم دورها الفعال في إثراء الحركة الثقافية والأدبية والعلمية. تركز المكتبات العامة على التوسع والانتشار في المحافل الثقافية لإشراك المجتمع وإبراز الدور الثقافي والتعليمي والمعرفي