أحيا المؤتمر العام للجاليات الإيرانية، السبت الماضي، الذكرى الثلاثين للمجزرة التي ارتكبت بحق المعارضين السياسيين عام 1988، والتي نفذتها حكومة الملالي، عقب الإطاحة بنظام الشاه محمد رضا بهلوي سنة 1979، تحت شعار «نعدم المتهم فإن كان بريئًا فله الجنة، وإن كان متهمًا فله النار!» الذي أطلقه ما يُسمّى بقاضي الثورة صادق خلخالي، والذي عيّنه الخميني بتاريخ 10 /2/ 1979، وذلك بعد يوم واحد من سقوط النظام الملكي في إيران، حيث أُعْدِمَ 30 ألف سياسي ومعارض لنظام ولاية الفقيه، ومن ضمنهم سياسي في نظام الشاه. وسبق أن وجّهت مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قِبَل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، نداءً في أغسطس 2016، لمقاضاة مرتكبي المجزرة. إعدامات عشوائية وفي هذا السياق قال سعد الكعبي رئيس المكتب الإعلامي لمنظمة حزم الأحوازية إن مجزرة 1988، تعتبر واحدة من سلسلة مجازر وجرائم ارتكبها نظام ولاية الفقيه بحق الشعب الإيراني وشعوب المنطقة، فقد أزهق نظام الخميني أرواح الآلاف من المواطنين الإيرانيين في ذلك العام، عبر إعدامات عشوائية، وبمحاكمات صورية استهدف فيها المعارضين لنظامه وأصحاب الرأي، وكان جُلّهم من الشباب وطلبة الجامعات، وحتى من أعمار أقل من ذلك، ولم تستثن حتى النساء من تلك المجزرة. وأضاف الكعبي: للأسف الشديد لم توثق تلك المجزرة بالشكل المطلوب، حيث حرص النظام المجرم على تنفيذ الإعدامات بسرية تامة وبغفلة من العالم، وعلى الرغم من عدم التوثيق للمجزرة، فان ما جرى لا يقلل من بشاعة الجريمة التي ارتكبها النظام، والتي وثّقت منظمة العفو الدولية أكثر من 2500 ضحية من ضحاياها، ومن المؤكد أن الأعداد تفوق هذا الرقم، وعلى إثر تلك الجرائم والإعدامات اعترض وقتها نائب الخميني آنذاك حسين علي منتظري الذي تقدّم باستقالته، ووصف تلك الإعدامات بأنها تمثل انتهاكًا لحرمة الإسلام. مجازر أخرى من جانبه، أكد الناشط السياسي الأحوازي إبراهيم الفاخر أن تلك المجزرة لم تكن الأولى لنظام الملالي في حق شعبه، بل سبقتها مجزرة المحمرة في عام 1979، والمعروفة بمجزرة (الأربعاء الأسود)، حيث أعدم النظام الإيراني 500 معارض في يوم واحد، من عبادان والمحمرة وباقي مدن الأحواز المحتلة، غالبيتهم من الأطفال والشيوخ والنساء، وذلك بأوامر مباشرة من الخميني لقائد القوات آنذاك الأدميرال أحمد مدني بقتل العرب الأحوازيين، ونفذت المجزرة جهارًا نهارًا في شوارع مدينة المحمرة الأحوازية». وقال الكعبي: «مع كل هذه الجرائم التي ارتكبها هذا النظام ضد البشرية، إلا أنه ما زال مصرًا ومستمرًا في جرائمه وممارساته وأفعاله العدوانية التي يندى لها الجبين من بشاعتها وكِبرها، كما وصل إجرامه إلى الدول الأوروبية، حيث ارتكب العديد من عمليات الاغتيال لمعارضيه من الإيرانيين ومن الشعوب غير الفارسية، وبكل وضوح إن لم ينتهِ هذا النظام ويسقط، فلن ينتهي الإرهاب في المنطقة بل والعالم أجمع». وأبان الفاخر أن إحياء هذه الذكرى داخل إيران يتم من خلال المثقفين، وضمن حلقات ضيقة بسبب الوضع الأمني؛ لأن نظام الملالي لا يسمح بذلك. وقال الناشط السياسي الأحوازي معلقًا على انتهاكات نظام ولاية الفقيه بحق منطقته، والتي تجري بشكل مستمر: إن منطقة الرفيع تشهد قطع الماء منذ يومَين كضغط على الناس ليهاجروا منها؛ لأن أرضها تحتوي على ثروة النفط، كما تشهد منطقة هور الحويزة قطع مصادر رزق الناس، وافتعال الحرائق في الحدائق لنفس الغرض، ولكي تبقى للشركات الإيرانية».