أفاد مرسوم صادر عن الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أمس، بأنه دعا البرلمان الجديد للانعقاد في الثالث من سبتمبر ممهدا بذلك الطريق أمام النواب لتشكيل حكومة جديدة. فيما دعت مفوضية الانتخابات إلى تشكيل الكتلة الإئتلافية ابتداء من اليوم. وقال مكتب معصوم في بيان: «أجرى سيادة الرئيس حوارات عديدة ومعمقة مع كافة القوى السياسية بشأن الإسراع في حسم تفاهماتها السياسية لإنجاز الاستحقاقات الدستورية المترتبة على انعقاد المجلس، وما تليها من اختيار لرئيس المجلس ونائبيه وفتح باب الترشيح لانتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم تكليف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا لتشكيل الحكومة». تشكيل التحالفات وفي السياق، دعا مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات العراقية الاثنين، جميع الأحزاب والائتلافات والمرشحين الفائزين في الانتخابات العامة البرلمانية في البلاد الذين يرغبون في تشكيل تحالفات برلمانية إلى مراجعة دائرة الأحزاب والتنظيمات السياسية في مفوضية الانتخابات ابتداء من اليوم الثلاثاء لغرض تسجيلها وفقا للقانون. وأوضح بيان لمجلس المفوضين صدر أمس أن المجلس أعلن أن «يومي الجمعة والسبت المقبلين سيكونان دواما رسميا من أجل استكمال عملية التسجيل، بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج انتخاب مجلس النواب العراقي للدورة الرابعة، وتطبيقا لقانون الأحزاب الخاصة بتنظيم الحياة السياسية والحزبية في العراق». وكانت المحكمة الاتحادية العليا في العراق قد صادقت في 19 أغسطس الجاري على النتائج النهائية لأسماء الفائزين في الدورة الجديدة للبرلمان العراقي البالغ عددهم 329 نائبا، وأصبح بإمكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم دعوة البرلمان الجديد إلى الانعقاد خلال 15 يوما من تاريخ مصادقة البرلمان استنادا للتوقيتات الدستورية. إخفاق الكتل وتجري الكتل البرلمانية منذ شهور اتصالات ومفاوضات لتشكيل الكتلة الأكثر عددا للدخول إلى البرلمان في الجلسة المقبلة لتسمية رئيس الوزراء، فيما ستسبقها عملية انتخاب رئيس جديد للبرلمان وآخر للجمهورية للسنوات الأربع المقبلة. وأخفقت الكتل السياسية الشيعية والسنية والكردية العراقية في التوصل إلى اتفاقات نهائية لتسمية مرشحيها للمناصب العليا لرئاسة البرلمان والجمهورية، والكتلة الاكثر عددا التي ستتولى تسمية المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة للسنوات الاربع المقبلة، حيث دخلت مرحلة المفاوضات بين جميع أطراف الكتل السياسية أيامها الاخيرة، لحسم موضوع تسمية منصب رئيس البرلمان من داخل الكتل السنية، ورئاسة الجمهورية من التحالف الكردستاني، وإعلان الكتلة الاكثر عددا من داخل التيارات الشيعية التي سيناط بها تسمية المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة. كسر التابوهات ويرى الكاتب والباحث السياسي، كريم بدر، أنه تم كسر التابوهات القديمة، من أجل تجاوز الحالة الطائفية الموجودة في العراق -التركيبات السنية الكردية الشيعية-، لكن الحقيقة انه تم التلاعب بهذا الموضوع، فالكتلة الشيعية انقسمت إلى نصفين، وهذا قد يخلق حالة تنافر داخل البرلمان، لأن الكتلة السنية ما زالت قائمة والكتلة الكردية كذلك. وأضاف بدر: في تقديري لن تنجح هذه التكتلات، فإما أن تتجاوز كل الكتل عملية المحاصصات الطائفية، أو تعود لسابق عهدها، وهذا الذي يرفضه الشارع، حيث إنه لم يؤد إلى تحقيق أي منجز داخلي، فالتظاهرات بالشارع الآن، جاءت نتيجة لقلة الخدمات، والفساد السياسي والمالي وهذا نتيجة للمحاصص. وقال: «في تقديري هي محاولات التفاف على الآليات السياسية أو التابوهات السياسية السابقة بطريقة غير صحيحة، ولا اعتقد نجاحهم في هذا المنحى». صراع الترشيحات وعلق كريم بدر على اجتماع الوفد الكردستاني بالرئيس فؤاد معصوم بقوله: في تقديري أن رئيس الجمهورية هو حصة كردية، وفي بعض الاحيان يتصرف ككردي وليس كرئيس جمهورية، حتى في أكثر مفصل من مفاصل السياسة بالعراق، مما يعني أنه في اللحظات المهمة الحاسمة يعود لملاكه الكردي، وبالتالي هناك ترتيبات في الواقع تم الاتفاق معه عليها، ففي تقديري ان هذا تصرف كردي وليس له علاقة بتصرف رئيس جمهورية. من ناحيته، أفاد رئيس المجموعة العراقية ومستشار الأمن الوطني، الدكتور واثق الهاشمي، بأن الكرد لم يحسموا منصب رئيس الجمهورية حتى الآن، لوجود صراع كبير بين الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، فمسعود بارزاني يرغب أن يشغل هوشيار زباري منصب رئيس الجمهورية، فيما يعتقد الاتحاد الوطني أن هذا المنصب من حصته، مشيراً الى أن السنة أيضا لم يحسموا منصب رئاسة البرلمان، لوجود صراع في البيت السني، حيث يوجد 3 مرشحين هم أسامة النجيفي ومحمد الحلبوسي محافظ الانبار والعرجاوي. وأضاف الهاشمي: أعتقد أن الصراع في نهاية الأمر سينحصر بين النجيفي والحلبوسي، مع وجود صراع أيضا بالبيت الكردي على منصب رئيس الجمهورية، وآخر شيعي على منصب رئاسة الوزراء بوجود 5 او 6 مرشحين. الأكراد لم يحسموا المرشح للرئاسة والسنة مختلفون حول مرشح رئاسة البرلمان.