تتنامى شعبية وزير الداخلية الايطالي المتشدد ماتيو سالفيني، في الوقت الذي يستمر فيه بالعزف على مشاعر الأمة ويستولي على عقولها ليكسب مزيدا من الشعبية كما لو كان لا يزال في الحملة الانتخابية. ووضح هذا التنامي في الجنازة الرسمية التي أقيمت ل19 ضحية من بين 43 آخرين، سقطوا جراء انهيار كوبري جنوى الاسبوع الماضي، واستقبل سالفيني، وهو نائب رئيس الوزراء وزعيم الرابطة اليمينية المتطرفة بالهتافات والعناق، وكذلك شريكه في الائتلاف الحاكم لويجي دي مايو زعيم حركة «خمس نجوم» المناهضة للمؤسسات الاوروبية أثناء وصولهما لمقر الجنازة الرسمية. وعلى النقيض من ذلك، انعكس ازدراء شديد لحكومة إيطاليا السابقة، تمثل في الإهانات الموجهة لأعضاء حزب يسار الوسط الديمقراطي. وفيما يصفه البعض بأنه لحظة فاصلة، لا ينتظر الكثير من الإيطاليين استجابة قوية وسريعة فقط من قادتهم الجدد، بل يعتمدون عليهم لحل المشاكل المزمنة، من البطالة المرتفعة الى الفساد الذي أثر سلبا على البلاد على مدى عقود. قالت صحيفة «غارديان»: ان سالفيني البالغ من العمر 45 عاما يركب موجة الشعبوية منذ إجراء الانتخابات العامة في مارس الماضي، وهو الآن يحظى بدعم قوي في كل من الأقاليم الشمالية التي تؤيد الرابطة بشكل تقليدي، وحتى في المناطق الفقيرة بالجنوب. وبصورة أكثر وضوحا، فإن سالفيني يتمتع بالإعجاب من مؤيديه الذين يرون فيه قائدا متمسكا بمبادئه وانه مخلصهم أكثر ممن ينظرون إليه بازدراء وينتقدونه بسبب موقفه المناهض للهجرة. ووفقا لآخر استطلاع للرأي، فقد تضاغف الدعم تقريبا لحركة «رابطة الشمال اليمينية» بزعامة سالفيني من 17% في أوائل مارس الى حوالي 30%، وكان اكثر من ثلثي المؤيدين الجدد هم ممن امتنع عن التصويت في الانتخابات العامة الأخيرة، بينما توزعت النسبة الباقية لتأييد الحزب الديمقراطي وسيلفيو برلسكوني و«خمس نجوم». وتقول الصحيفة: إن خط سالفيني المتشدد تجاه الهجرة ورفضه رسو سفن إنقاذ المهاجرين في الموانئ الإيطالية منذ يونيو الماضي هو عامل أساسي في الدعم المتزايد لحزبه. وقال رئيس شركة الاستقصاء «أي بي آر»، أنطونيو نوتو: يتعاطف الآن عدد كبير من الذين امتنعوا عن التصويت مع سالفيني كما أنه يبني إجماعا في الجنوب، حيث يدعم الناخبون السابقون لحركة «خمس نجوم» الرابطة الآن، وأضاف قائلا: الناس ينظرون إليه على أنه رجل قوي، وكانت الهجرة موضوعا مهما خلال الحملة الانتخابية وما زالت. ونال سالفيني ملاحظة ودية من الموسيقي ومغني الأوبرا اندريا بوتشيللي، فعندما كان سالفيني بين الضيوف في بيت عطلة التينور الشهير في فورتى دي مارمي بتوسكانا، أخبر بوتشيللي المراسلين المحليين قائلا: لم أمارس السياسة في حياتي، لكن دعونا نمنحهم الوقت، وبطبيعتي أعتقد انه إذا لعبت اللعبة بشكل سيئ فهذا مؤسف ولكن إذا لعبت بشكل جيد فسوف نكرر ثقتنا فيهم. ورتب هذا اللقاء غير العادي الذي جاء بعد ساعات من جنازة ضحايا جنوى، من قبل سوزانا سيكاردي رئيسة بلدية كاسكينا التي كانت اول مدينة في توسكانا تتحول لتأييد الرابطة فى 2016، بعد 70 عاما من قيادة اليسار، ثم حذت «بيزا» و«سيينا» و«ماسا» حذوها في الانتخابات المحلية التي اجريت في يونيو من هذا العام.