شكلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فريقا يضم نخبة من المتخصصين في الشؤون الدولية، تحت قيادة وزارة الخارجية لتنسيق وتعزيز سياسات الضغط على إيران عبر الحكومة ومع الدول الأخرى. قالت صحيفة «واشنطن بوست»: إن الإعلان عن إنشاء هذا الفريق جاء في الوقت الذي أعادت فيه الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي فرض مجموعة من العقوبات التي رفعت كجزء من الاتفاق النووي مع إيران، والذي انسحب منه ترامب في وقت سابق من هذا العام. وأعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن المدير الحالي لتخطيط السياسات برايان هوك سيقود الفريق بصفته ممثل الإدارة الأمريكية الخاص للشؤون الإيرانية. وقال بومبيو أثناء إعلانه عن إنشائها: ستكون مجموعة العمل الإيرانية مسؤولة عن توجيه ومراجعة وتنسيق جميع جوانب الأنشطة المتعلقة بإيران في وزارة الخارجية، لافتا إلى أنها ستقدم تقاريرها مباشرة إليه. وفي نوفمبر ستؤدي جولة ثانية من العقوبات إلى إلحاق الضرر والمزيد من الألم لإيران من خلال منع جميع الدول الأخرى من شراء النفط الإيراني، وإلا عرضت هذه الدول نفسها للعقوبات الأمريكية. وقال هوك في تصريحات للصحفيين: هدفنا هو خفض واردات كل بلد من النفط الإيراني إلى الصفر بحلول 4 نوفمبر، ونأمل الامتثال الكامل من جانب الجميع، حتى لا يخاطروا بتعريض أنفسهم للعقوبات إذا استمروا في التعامل مع إيران. لكن عددا من المشترين للنفط والغاز الإيرانيين بما في ذلك الصين وتركيا أشاروا إلى أنهم لن يلتزموا بعقوبات الطاقة، بينما عارض آخرون، وطلبوا إعفاءات ما وصفه البعض بجهود الولاياتالمتحدة لفرض سياستها الخارجية من جانب واحد عليهم. وأرسلت الإدارة الأمريكية فرقا من المسؤولين والدبلوماسيين لأكثر من عشرين دولة، لشرح وتوضيح سياستها تجاه إيران وإقناع الآخرين بالامتثال لها. وأضاف هوك قائلا: سنستمر في البناء على تلك المجالات التي نتفق فيها ونعمل على إيجاد توافق أكثر في الآراء، التي نختلف عليها. وتابع: عموما سيركز الفريق الجديد على تنفيذ السياسة التي حددها بومبيو في الخطاب الذي ألقاه في مايو الماضي، وحدد فيه 12 نقطة تحتاج إيران لتغيير سلوكها بشأنها، بما في ذلك إنهاء جميع الأنشطة النووية، حتى تلك المسموح بها بموجب الاتفاق السابق، بالإضافة إلى إنهاء تطوير واختبار الصواريخ الباليستية، والتوقف عن دعم الإرهاب والإرهابيين وميليشياتها حول العالم. وأوضح مدير تخطيط السياسات الأمريكية ما سبق بالقول: هي إستراتيجيتنا، لقد أطلقنا حملة من أقصى درجات الضغط الدبلوماسي والعزلة السياسية ضد إيران، مضيفا: إن ترامب أعلن أنه مستعد للتحدث مع القادة الإيرانيين دون شروط مسبقة، وهي مبادرة على مسار مواز لضغط العقوبات. وتشبه الإستراتيجية تلك سياسة الإدارة تجاه كوريا الشمالية، عندما جلس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لكنه استمر في فرض عقوبات صارمة ضد تلك البلد. لقد أثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وإعادة فرض الجولة الأولى من العقوبات المعاد فرضها بالفعل على الاقتصاد الإيراني وزادت من حدة الاضطرابات الشعبية، وسحبت شركات من فرنسا وبريطانيا وألمانيا استثماراتها من إيران؛ خوفا من إحداث المشاكل مع الولاياتالمتحدة، لكن الصين وروسيا قالتا: إنهما ستبقيان ناشطتين في الاقتصاد الإيراني. ورفض هوك الكشف عن أعضاء ما يسمى بمجموعة العمل الإيرانية، لكنه أكد أن الفريق سيضم نخبة من المتخصصين في الشؤون الخارجية من الإدارة الأمريكية. وقال: إن عمل المجموعة سيركز على 12 طلباً، قدمها بومبيو لإيران في مايو، مضيفاً: إن التركيز سيكون في الغالب حول الأسلحة النووية والإرهاب وتهديد المنطقة واحتجاز المواطنين الأمريكيين بشكل تعسفي، كما حذر من ضغوط مالية لم يسبق لها مثيل ستكون على شكل أقوى عقوبات في التاريخ، في حال لم تلتزم طهران بالمطالب الأمريكية، مشيرا إلى أن الهدف الرئيس هو إضعاف نفوذ إيران ووكلائها في المنطقة.