دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى إنهاء القتال في شمال شرق الكونغو الديموقراطية للسماح لمنظمات العمل الإنساني بالتصدي لتفشي «الإيبولا» هناك. ونقلت صحيفة «جارديان» في تقرير لها مخاوف مدير المنظمة، تيدروس أدهانوم جبريسوس، من تأثير الكثافة السكانية العالية وانتقال السكان عبر الحدود القريبة مع أوغندا، ما يجعل من السهل انتشار المرض، مضيفا: إن هذه عوامل إضافية لانتقال الفيروس. ولدى عودته من رحلة إلى شمال كيفو حيث كان هناك 57 حالة مشتبها بها و41 حالة وفاة حتى الآن، قال: إنه أصبح أكثر قلقا بعد الزيارة مقارنة بما قبلها. وأكد وزير الصحة الكونغولي أن المرض قد انتشر في مقاطعة إيتوري الشمالية المجاورة، وتوفي رجل كان يعالج من مشاكل في القلب في «مانجينا» حيث يقع المركز الصحي الرئيس في شمال كيفو لدى عودته إلى منزله في إيتوري وتأكد أنه مصاب ب«الإيبولا». وقال جبريسوس: إن تفشي المرض في الشمال الشرقي الذي يعصف به القتال بين أكثر من 100 جماعة مسلحة في «مناطق حمراء» ولا يمكن للأطباء التصدي للمرض، وقد تجاوزت الأعداد المتأثرة بتفشي المرض في مقاطعة خط الاستواء 53 حالة إصابة و29 حالة وفاة. وأضاف: إننا ندعو الأطراف المتحاربة إلى وقف الأعمال العدائية لأن فيروس «الإيبولا» خطر على الجميع، إنه لا يفرق بين هذه المجموعة وتلك، مشيرا إلى أن الصراع سيمنع العاملين في الرعاية الصحية من الوصول إلى المرضى الذين يحتاجون للعلاج والعزلة، وسيعيق تتبع الاتصال بالفرق الطبية التي تكافح لتقديم التطعيم للمرضى. وفي مركز مانجينا الصحي أصيب سبعة من العاملين في مجال الصحة بالعدوى، فيما أرسل البقية البالغ عددهم حوالي 75 إلى منازلهم بسبب الخوف من تعرضهم للعدوى، واستبدلوا بفريق جديد من العاملين الصحيين، وحصل بعضهم على اللقاح الجديد الذي لا يزال تجريبيا. وأشار جبريسوس إلى أن النساء والأطفال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الرجال، وهذا يختلف اختلافا كبيرا عن التجارب السابقة، وأرجع ذلك الى ان النساء هن مَنْ يقدمن الرعاية للمرضى في حين أن أطفالهن يعتمدون عليهن، وقال: لكن علينا أن نستكشف أكثر وأكثر؛ ربما تكون هناك عوامل تقليدية أو ثقافية أخرى تجعل إصابة النساء والأطفال أكثر.